المصدر: ليبانون ديبايت
ترجمة “ليبانون ديبايت”
نشرت صحيفة “عرب نيوز” مقالاً تحليلاً للكاتبة الدكتورة دانيا قليلات الخطيب المتخصصة في العلاقات الأميركية، تحذر فيه من محاولة “حزب الله” إشعال فتيل الفتنة بين الجيش وبين حزب “القوات اللبنانية”.
وتقول الخطيب في المقال: “بينما يتحدث اللبنانيون عن سمير جعجع كزعيم وجّه صفعة قوية لـ”حزب الله” على وجهه، قد يكون الواقع أكثر تعقيدًا من ذلك. وفي مقابلة تلفزيونية، قال الإعلامي مارسيل غانم لجعجع إن أمين عام “حزب الله” حسن نصر الله قدم دفعاً شعبيا لجعجع على طبق من فضة الأمر الذي رفضه جعجع على الفور”.
وتضيف الخطيب: “بينما رفع الناس في جميع أنحاء لبنان صوراً لجعجع كزعيم يمكن أن يقف ضد “حزب الله”، لم يكن هو بالتحديد من وقف ضد الحزب. قبله وقف الناس العاديون في خلدة وشويا. لكن المواجهة في الطيونة حدثت لمجرد أن الناس سئموا إستعراض القوة الذي يقدمه “حزب الله””.
وتتابع: “في 7 أيار من العام 2008، أثبت “حزب الله” أنه يمكنه استخدام قوته العسكرية لفرض إرادته على
أي شخص آخر. لقد فرض تغييراً في الحكومة بقوة السلاح ونقض القرارات المتعلقة بأمن المطار. ومع ذلك،
مع مرور الوقت وتفاقم الوضع، سقط حاجز الخوف. الناس مستعدون اليوم لقول لا لـ”حزب الله”
وهذا ما دفع بالمواجهات في خلدة وشوايا والطيونة.
وألقى نصرالله كلمة استمرت ساعتين استهدفت “القوات” اللبنانية وإتهمها بأنها ميليشيا تريد إشعال حرب أهلية.
كما قال في خطابه إنه لن يدع دماء شهدائهم تذهب سدى ووجه تهديدًا مستترًا بأنه
إذا لم تتحقق العدالة من خلال القضاء والجيش، فإنهم سيرون ما سيحدث”.
وتقول: “يظهر مقطع فيديو بوضوح جنديا يطلق النار على مقاتل مسلح من “حزب الله”
كانت قذيفة صاروخية موجهة نحو مبنى على وشك إطلاق النار. إذا تمت مقاضاة مثل هذا الجندي،
فلن يجرؤ أي جندي على مواجهة حزب الله أو أي ميليشيا مسلحة أخرى. مثل هذه المحاكمة ستضعف
الجيش وتدعم “حزب الله”. المشكلة أن “حزب الله” وحركة “أمل” لهما نفوذ كبير على المحكمة العسكرية التي لا تخضع لسلطة قائد الجيش”.
وترى الخطيب أنه “بينما يسعد الناس بالاحتفال بما يُنظر إليه على أنه صفعة لـ”حزب الله”، من المهم تحديد ما إذا كانت هناك خطة وراء ذلك”.
وتضيف: “إذا تم تأطير جعجع بقضية فتنة كما يزعم “حزب الله”،
وتم إرسال الجيش إلى معراب حيث يقيم جعجع لإعتقاله، فإن ذلك سيؤدي إلى إشتباك بين الجيش
وبين “القوات” اللبنانية. قد يكون هذا هو بالضبط ما يحتاجه “حزب الله”
لنزع فتيل الغضب الشعبي. لن يرى الناس “حزب الله” بعد الآن على أنه عدو القانون والنظام بل “القوات” اللبنانية”.
وتلفت الى “أنه من ناحية أخرى، يمكن أن يكون هذا بمثابة خدمة كبيرة لحليف “حزب الله”،
جبران باسيل، الذي شهد إنخفاض شعبيته بسبب تهم الفساد وتحالفه غير المشروط مع “حزب الله””.
وتقول: “وبينما كان الناس يهتفون لجعجع قائلين “لا أحد يحمي بيروت بإستثناء القوات اللبنانية” ،
إذا اندلعت مواجهة بين الجيش والقوات اللبنانية ، فإن الكثيرين سيفكرون مرتين في ترديد هذا”.
وتتابع: “عندما تعرض “حزب الله” لضغوط في أعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري،
حيث كان ولا يزال حليفا وثيقا لنظام بشار الأسد، جعلت المواجهة مع إسرائيل الناس تنسى تلك الاتهامات (2006)،
وبرز “حزب الله” أقوى، كبطل استطاع الوقوف في وجه إسرائيل. الآن بعدما أخذ التحقيق في انفجار المرفأ – الذي يريد “حزب الله”
بشدة إغلاقه – يأخذ مجراه ومن غير المرجح أن يتم إيقافه، قد يكون الصدام الداخلي هو بالضبط
ما يحتاجون إليه لخلق الإلهاء الضروري. وهذا يبرر ادعاء نصرالله بأن الخطر الأكبر على المسيحيين في لبنان هو حزب “القوات” اللبنانية وقائده”.
وختمت الخطيب بالقول: “على الجيش والمجتمع الدولي أن يدركوا كل هذه العوامل
وأن يتأكدوا من عدم ملاحقة العسكريين الذين كانوا يؤدون عملهم، وأنه لا توجد مواجهة بين “القوات” اللبنانية والجيش،
وأن لا ضغوط على القضاء لإغلاق التحقيق في انفجار المرفأ”.للإطلاع على المقال بنسخته الأصلية اضغط على الرابط التالي:
https://bit.ly/3GxJWzd