إن كان العنوان أرعبكنّ، فهذا هو المقصود… لأن “الخبيث” الذي نتحاشى ذكر اسمه أحيانا، نظنّ في غالبية الأحيان أننا بعيدون أشدّ البعد عنا… فيما هو قريب، أشدّ القرب منا.
لكلّ سيدة تقرأ هذه الأسطر، نقول، لم نغشّك في العنوان.
بل كنا صريحين وواضحين في توصيفنا للقاتل، الذي إن لم تتحضري لمواجهته باكرا، فقد ينهشك ببطء ويخطفك على غفلة.
عموما، الحديث عن السرطان، غير مستحبّ، لا بل مرعب.
وهو ما يصعّب المواجهة في كثير من الأحيان، ويصعّب بالتالي المعركة معه. لذلك سنخصص اليوم هذه السطور.
لنتكلم عنه، فالهروب منه، سيرميكنّ أسرع في أحضانه.
تشدد طبيبة العائلة الدكتور كارين فغالي، في حديث لموقع mtv، على ان الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو السبيل الأسرع والاضمن للقضاء عليه.
لافتة إلى وجوب إجراء الصورة السنوية عن سرطان الثدي اعتبارا من عمر الاربعين عاما
إلا في بعض الحالات التي قد ينصح فيها الطبيب السيدة بإجرائها في الثلاثينات تحسبا لعامل الوراثة في حال كان احد افراد العائلة. وخصوصا الوالدة قد أصيب به في عمر مبكر.
وأكدت فغالي أن نسبة الوفاة نتيجة هذا النوع من السرطان تراجعت بشكل كبير
حيث أن 95 في المئة من المرضى باتوا يكتشفون إصابتهم بشكل مبكر بفعل الفحص السنوي، وبالتالي يكون العلاج فعالا وناجحا.
وتضيف: “كلما تأخرنا في اكتشاف السرطان كلما كان العلاج أصعب. والفحص الذاتي الذي تجريه السيدة في المنزل، لا يغني عن الصورة السنوية، فهي متى شعرت أساسا بتغيّرات ومؤشرات، فذلك يعني حتما أن المرض لم يعد في بداياته”.
في لبنان، سببان يحولان دون إجراء الفحص السنوي للثدي.
- الأول
هو الاعتقاد السائد بأن الاشعة التي تتعرض لها السيدة خلال الكشف قد تكون مسرطنة، وهو أمر خاطئ بحسب الدراسات الأخيرة التي أجريت.
- أما السبب الثاني
فيعود للوضع الاقتصادي المتردّي، وكثرة المشاكل الحياتية والتي وضعت صحتنا في آخر سلم الاولويات
. وفي هذا الإطار، تشير فغالي إلى أن الجمعيات والمستشفيات والمنظمات غير الحكومية باتت تتعاون في ما بينها، لتأمين مركز يجري الصورة بشكل مجاني وذلك في مختلف المناطق، الامر الذي من شأنه إزالة أي عائق اقتصادي يحول دون إجرائها.
لذلك، لكل سيدة، ولكل أم لبنانية، مشغولة بالجلبة الكبيرة المحيطة بيومياتنا.
حذار أن تهملي صحتك، فحياتك أولوية عند عائلتك واولادك، وكلّ من يحبّك… حذار أن تؤجّلي وتتحجّجي، فالسرطان يترصّدك، لذا، نرجوكِ، لا تعطيه فرصة الفوز.