أعادت رزمة المشكلات الاقتصادية والمعيشية في لبنان، الكثير من اللبنانيين إلى قراهم، أو أقله أعادتهم إلى الأرض. فمنهم، من لجأ
إليها للتنفيس عن الغضب والاحتقان الكامن في النفس، فإذ به يزرع للتسلية، ومنهم من اعتبرها ملاذا وفرصة لزرع الخضار والفاكهة،
بعد أن باتت اسعارها نار… غير أن مفاجأة غير سارة لم تكن في حسبان كثيرين.
فالخضار والفاكهة التي كانت تعتبر من أساسيات مطبخنا لم يعد بمقدور كثيرين ابتياعها، بعد أن لامست أسعارها أرقاما خيالية، حتى
بات الشراء في كثير من الأحيان “بالحبّة”. ما تقدّم، دفع بعدد كبير من اللبنانيين إلى الاهتمام بأرضهم في القرى، وزرع ما يعتبر من
الأساسيات بغرض الاستهلاك الشخصي، ليفاجأوا عند الحصاد والقطاف بأن المحصول تبخّر.
نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، المصائب في لبنان لا تأتي فرادى، وأي “طاقة للفرج” لا بدّ أن تأتيها ريح ما تطيح بكل ما فيها من “فرج”.
فقد فوجئ الكثير من المواطنين بأن شجرتهم المثمرة قُطفت، وبأن محاصيلهم نُهبت على غفلة، أثناء تغيّبهم خلال الأسبوع عن قريتهم.
توجّه ميشال قبل أيام إلى قريته لقطف الزيتون الذي كان واعدا موسمه هذا العام، فإذ به يجد أن المحصول قُطف كاملا. استفاد
السارق من بُعد الأشجار عن الطريق العام، ووجود صاحبها في المدينة، حتى يأخذ وعلى مهل كلّ المحصول… كيف لا والغلّة حرزانة، و”تنكة زيت الزيتون” بمليوني ليرة.
بعد سرقة جنى العمر، ها هو جنى الاشجار يُسرق أيضا… هو حظ اللبنانيين السيء بالتأكيد، كما أنه حصيلة أبشع الأيام التي نعيشها…
عسى ألا يكون هناك بعد من أسوأ بانتظارنا.
المصدر: mtv