المصدر: الانباء الكويتية
أصبح الوضع بكلّ أزماته واقعاً نحاول التعايش معه، رغم عدم قدرة كثيرين على ذلك مع رزوح أكثر من نصف اللبنانيين تحت خطّ الفقر. هذا الواقع طاول جوانب الحياة الأساسية والثانوية على حدّ سواء، من الغذاء إلى الاستشفاء، مروراً ووصولاً إلى بعض الأمور التي قد تبدو ثانويّة، أو كماليّات، إلّا أنّ تأثيرها وضررها كبيران، ويهدّدان حياة المواطنين وسلامتهم.
فاليوم، ومع الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار، حلّقت كافة الأسعار، ومعها “طار” سعر “الدولاب”. وبات هذا الأمر يشكّل خطراً كبيراً على السلامة المرورية التي نفتقدها أصلاً.
“المواطنون اليوم لن يتمكّنوا من إجراء الصيانة، أو تغيير الإطارات وتجهيز السيارة كي تكون فيها المواصفات الآمنة قبل فصل الشتاء، وذلك نتيجةً لارتفاع سعر صرف الدولار وانهيار الليرة. وهذا الأمر سيؤدي إلى فقدان عنصر أساسي من عناصر السلامة المروريّة المرتبط بسلامة المركبة”، يقول مدير الأكاديمية اللبنانية الدولية للسلامة المرورية، كامل إبراهيم، في حديثٍ لـ”الأنباء” الإلكترونية.
ويُشير إلى أنّ، “للإطارات دورٌ أساسيّ، خصوصاً في فصل الشتاء الذي بالأساس نخشى خلاله من الحوادث، حتى عندما تكون الإطارات في حالة جيّدة. وفي ظلّ الوضع الذي نعيشه، حيث العديد من الأشخاص لن يتمكّنوا من تغيير إطارات سياراتهم أو المكابح، وسيزداد الخطر على الطرقات حكماً”، معتبراً أنّ، “هذا ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة حصول الحوادث عن السنوات السابقة ما يرتدّ سلباً على السلامة المروريّة، فقد فقدنا العديد من عناصر السلامة المروريّة في لبنان”.
ما البديل والخيار المطروح أمام المواطن؟
يُجيب إبراهيم: “الخيار المطروح أمام المواطنين اليوم هو التنقّل مع شخصٍ آخر، فلا نقلٌ عامٌ منظّمٌ في لبنان، ولا بدائل أخرى. ولكن في هذا الخيار خطورة أيضاً لأنّ السيارة تُستخدم أكثر، وخصوصاً في حال عدم تغيير الإطارات، أو في حال حصول أي حادث سير. ولذلك يمكن القول إن لا بديل في ظلّ الظرف الذي نعيشه، فالطريقة الآمنة الوحيدة هي أن يتنقّل المواطن بمركبة آمنة”.
الدولار طيّر “الدولاب”، ومعه السلامة المرورية، وأصبح يعرّض حياة اللبنانيين على الطرقات للخطر. وفي ظلّ عدم قدرة كثيرين على تأمين الطعام والأدوية، هل يجوز السؤال عن الدواليب؟!
المصدر : الأنباء الالكترونية