“ليبانون ديبايت”
أشار المُحلّل السياسي نضال السبع، إلى أنّه “حسب معلوماتي أن مساعد الأمين لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي لم يلتقِ بـ”حزب الله” ولا بالأحزاب السياسية, إنما كانت له 4 لقاءات جمعته بـ رئيس الجمهورية ميشال عون, رئيس مجلس النواب نبيه بري, رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجيّة عبد الله بو حبيب”.
السبع وفي حديثٍ خاص لـ “ليبانون ديبايت” قال: “زيارة السفير حسام زكي تعتبر إستطلاعيّة وتشاوريّة ولم يطرح أي مبادرة عربية, وأنّ الزيارة من أجل الإستماع للبنانيين، وهو عرض إستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي إذا كانت مُمكنة كحلّ، وكان الجواب اللبناني: نحن دعونا إلى تغليب المصلحة والحسّ الوطني وتحكيم ضمير وزير الإعلام جورج قرداحي”.
وتابع، “بتقديري الشخصي, هذه الزيارة غير ناجحة وجامعة الدول العربيّة لا يوجد لديها مبادرة عربية, وهي تخشى من أنْ تطرح مبادرة ثمّ يكون مصيرها الفشل، وبتقديري الشخصي أنّ جواب حزب الله السلبي حول موضوع الوزير قرداحي وما عبّر عنه حول زيارة السفير زكي, يأتي في إطار الترجمة لـ بيان وزارة الخارجيّة الإيرانية صباحاً, الذي تناول أمرَين خطيريْن جدّاً:
الأوّل هو توقّف المباحثات الايرانية السعودية بسبب عدم الجدية السعودية وأن إيران لن تعود إلى المفاوضات حتّى تلمس جديّة من الجانب السعودي.
الأمر الثاني هو أن الخارجية الإيرانيّة إستنكرت الإجراءات السعوديّة اتجاه لبنان,
ما يعني أننا دخلنا في مرحلة كباش في المنطقة وهذا الكباش سيمتد من اليمن
إلى العراق ثم لبنان, وهي تعتبر ساحات الإشتعال في المنطقة, لذا علينا أن لا نعوّل
كثيراً على نجاح مهمة مساعد الأمين العام لجماعة الدول العربية حسام زكي .
وأضاف،”النقطة الثانية, يبدو واضحاً أن الأطراف اللبنانية لا تريد الحلّ ولا تبحث عنه,
ولو أنها كانت معنيّة بـ الحل لكانت تلقفت زيارة حسام زكي من أجل البناء عليها للوصول إلى حل سريع للأزمة مع دول الخليج”.
هذا وإعتبر المُحلّل السبع، فإنّه “في جميع الأحوال الملف الآن بإعتقادي يشبه كرة النار وهو يتدحرج,
بدأنا بالإجراءات السعودية, ثم إنتقلنا إلى الإجراءات الخليجيّة ووصلنا إلى زيارة مساعد الأمين العام للجامعة,
إذاً يبدو أنّ الملف اللبناني بات في جامعة الدول العربية ومن الممكن أن تتدحرج الأمور وندخل في إشتباك
عنيف ويتمخّض عنه ربما عزلة لبنانيّة من قبل جامعة الدول العربية في حال أخفقنا بالتعاطي مع هذه الأزمة الخطيرة”.
وأشار إلى أنّه “في ظلّ الإشتباك الحاصل، يعمل حزب الله على تحقيق مزيد من النقاط،
وكذلك الأمر يسري على الإيراني الذي إستغلّ الأزمة وأصدر بيان يستنكر الإجراءات الخليجية بحقّ لبنان،
وكأنّه يغذّي الأزمة ويدفع نحو تشجيع أطراف لبنانية على الذهاب اكثر نحو رفع السقف بوجه السعودية،
لكنّ الغير مفهوم حتى هذه اللحظة هو الصمت السني وخاصة صمت الرئيس نجيب ميقاتي وعدم إستقالته,
والغير مفهوم أيضاً هذا السكوت من قبل 27 نائب سني في البرلمان,
ولا نفهم أيضاً صمت المفتي دريان ورؤساء الحكومات السابقين”.
وعليه سأل السبع، عبر موقعنا “هل هذا يعني أنّ الطائفة السنيّة أصبحت ضعيفة ومستضعفة في لبنان؟”
مُجيبًا “مطلقاً ليست كذلك, فالطائفة السنية تشكّل نصف البلد بالحدّ الأدنى وهي قادرة على فرض ما تريد,
وإتفاق الطائف الذي وقع برعاية سعودية عزّز من حضور السنة داخل النظام السياسي,
وكلنا نتذكر موقف الرئيس رشيد كرامي عام 1969 الراحل حين أوقف البلد على “إجر ونص” عندما إعتكف
ورفض تسيير أعمال الحكومة من أجل التوقيع على إتفاق القاهرة وقد نجح بذلك رغم عدم
وجود الصلاحيات التي أعطاها الطائف للسنّة وقتها”.