المصدر: ليبانون ديبايت
تدحرج غير مسبوق تشهده العلاقات بين لبنان وحضنه العربي بعد أن فجّرت تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي أزمة ديبلوماسية بين لبنان والمملكة العربية السعودية لا تزال ارتداداتها تأخذ منحى تصاعدياً.
وزير الاعلام “غير المتحمّس” للإستقالة حصل على جرعة دعم جديدة من خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، الذي أكّد تأييده لقرداحي وأنّ “موقفه الشخصي تمثّل بألا يستقيل وبرفض إقالته”.
نائب رئيس “تيار المستقبل” مصطفى علوش، إعتبر أن “موقف قرداحي أصبح مسلّحاً بشكل واضح من حسن نصرالله، لا بل بتشجيع وتحريض أمين عام الحزب”.
وقال : “أنا مُقتنع بما قاله قرداحي حول أن استقالته قد لا تعيد عقارب الساعة الى الوراء بشكل كبير، لكنّها قد توقف تدهور العلاقات”.
وإعتبر أنّ “هذا المعسكر الذي يرأسه حسن نصرالله في لبنان، والخامنئي في إيران يهمّه كثيرا أن يدفع دول الخليج الى مزيد من الابتعاد عن لبنان ليملأ هو الفراغ”.
أضاف: “قناعتي الشخصيّة، مع تفهّمي لما يقوم به الخليجيون تجاه حزب الله،
فإنّ ما يحصل سيفتح أكثر فأكثر للحزب وإيران للسيطرة على لبنان.
لا أدري ما هي الاستراتيجية التي تتّبعها دول الخليج قد يكون هناك شيء يعملون عليه مغاير لما نحن نراه”.
وعن إستعداد قرداحي للإستقالة مُُقابل ضمانات، أوضح علوش
أنّ ما يقصده وزير الإعلام بالضمانات “يعني عودة العلاقات الخليجية – اللبنانية كما كانت قبل خمس وعشر سنوات”.
كما أشار علوش إلى أنّ “إستقالة قرداحي قد تؤدّي الى وقف تدهور الأمور أكثر أو حتى إقالته أكثر
من إقالته من قبل رئيسي الجمهورية والحكومة إذا استخدما حقّهما الدستوري للقيام بتلك الخطوة”.
واستدرك قائِلا: “لكن إصلاح العلاقات مع الخليج غير وارد بوجود حزب الله”.
أمّا عن احتمالات تجرؤ عون على اتخاذ خطوة كإقالة قرداحي،
رأى علوش أنّ ”مواقف عون الأخيرة قويّة، لكنني غير متأكد من ذلك لأنه بالنهاية حزب الله والممانعة لا تأخذ أصدقاء، إنما رهائن”.
وتابع: “يبدو أن حزب الله “ماسك شي” (لديه مأخذ) على ميشال عون وجبران باسيل
الأمر الذي يمنعهما من الإبتعاد مهما حاولا الإنقلاب عليه”.
في سياق آخر، علّق علوش على زيارة وزير الخارجية الإماراتي الى سوريا وأوضح أنّ
“التفاهم الروسي الاسرائيلي الجديد، والحلقة الخليجية الاسرائيلية وأيضاً وجود روسيا في سوريا.
إيران تريد الانتهاء من سوريا لتتفضّى لمشاريعها، تريد إسترجاع الأموال التي استنزفتها هناك”.
وأردف: “برعاية روسية وليس فرنسية يحصل إنفتاح، وتنفّذ بعض المشاريع في سوريا مموّلة من الخليج،
وروسيا هي التي تنفّذها. هذا الأمر يقطع الطريق أمام حزب الله”.
ورداً على سؤال، لفت علوش إلى أنّ التطبيع العربي مع بشار الأسد “سيكون
من خلال طرد إيران من سوريا. والسؤال ماذا سَيحصل في لبنان وهل سَيصمت حزب الله؟.. الجواب حتمًا لا”.
وتوقّع علوش أنْ “يَشهد لبنان في الأيام القادمة أوقاتاً صعبة”.