محلّلة سياسية: مسألة وقت.. وما قد يلجأ إليه حزب الله “خطير”!

المصدر: ليبانون ديبايت

لا يوجد غموض بشأن هوية من حاول قتل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. الهدف نفسه (الكاظمي) قال: “نحن نعرفهم جيداً وسنفضحهم”. وأكدت مصادر أمنية أن “الجناة من الفصائل شبه العسكرية المدعومة من إيران”.

الكاتبة والمحللة السياسية بارعة علم الدين، رأت “أن على الكاظمي أن يسمي الجناة علانية حتى لا يكون هناك مجال للشك في أن أعضاء “الحشد الشعبي” حاولوا اغتيال قائدهم العام”.

وقال متحدث باسم “كتائب حزب الله” ساخرا: “لا أحد في العراق لديه الرغبة في فقدان طائرة بدون طيار فوق منزل رئيس وزراء سابق”. وألمح الأمين العام لـ “كتائب سيد الشهداء” أبو ألاء الولائي إلى أن “الكاظمي يستحق الاغتيال”، مستهزئًا بأنه “لن يكون رئيسا للوزراء مرة أخرى”.

وأضافت: “ويظهر هجوم (الأحد)، مدى مخاوف المتشددين من حصول الكاظمي على فترة ولاية ثانية، لأنه ربما يكون السياسي الوحيد في العراق الذي يمتلك الشجاعة الكافية للعمل ضد هيمنة شبه عسكرية. ومع ذلك، وكما أشار أحد المحللين، فإن هذه “الخطوة الغبية وقصيرة النظر” قد أتت بنتائج عكسية بالفعل ضد الميليشيات. لقد أعطت هذه الخطوة الكاظمي شرعية شعبية أكبر، بينما أظهرت “الحشد” على أنه المجرمين الجبناء القتلة”.

تابعت علم الدين: “مثلت انتخابات الشهر الماضي لحظة حقيقة لوكلاء إيران في العراق ولبنان وأماكن أخرى. حتى الآن، كان “حزب الله” و”الحشد” دائما قادرين على حشد الدعم الكافي في الانتخابات لبناء تحالفات برلمانية وممارسة السيطرة على السلطة التنفيذية. ومع ذلك، فقد أدت الأزمات في كلتا الدولتين (لبنان والعراق) إلى انخفاض مذهل في شعبية هذه الجماعات وحلفائها على الصعيد الوطني”.

وأشارت الى أنه “ليس لدى إيران أي نية للتخلي عن استثماراتها التي تقدر بمليارات الدولارات في وكلائها شبه العسكريين العابرين للحدود. وبالتالي، إذا أراد “حزب الله” و”الحشد الشعبي” الاحتفاظ بالهيمنة السياسية، فعليهما فرض ذلك من خلال العضلات العسكرية السافرة”.

وإعتبرت أن “محاولة اغتيال الكاظمي مثال ملموس على هذا التحول نحو المواجهة الصريحة”.

وقالت: “في أجزاء من البلاد، قوات الحشد الشعبي هي قوى الأمر الواقع. تتكون العديد

من فرق قوات الأمن إلى حد كبير من أفراد ينتمون إلى الجماعات شبه العسكرية،

ولا سيما منظمة “بدر”. إنهم مدينون بولاءاتهم الأساسية لشخصيات

مثل هادي العامري. في لبنان، ربما تكون مسألة وقت فقط قبل أن نرى “حزب الله”

يلجأ إلى الاغتيالات بل وحتى إلى استفزازات أكثر عدوانية على مستوى الشارع”.

وأضافت: “يُظهر هؤلاء الوكلاء الإيرانيون استعدادهم لإغراق دولهم في صراع شامل

كوسيلة لتحييد النكسات الديمقراطية. اعتقادًا منهم بأنهم أقوى قوة في الميدان،

يبدو أن بعض المتشددين يتبنون احتمالية الحرب، معتقدين أنهم سيكونون في القمة”.

تابعت علم الدين: “بالنسبة للدولة العراقية والمجتمع الدولي، تمثل الهزيمة الانتخابية للحشد

فرصة لا تُفوَّت للحد من هيمنته؛ من خلال تقليص ميزانيته، وتهميش المتشددين المرتبطين بإيران،

وتحدي قدرة الحشد على السعي بشكل غير قانوني للحصول على عائدات من نقاط التفتيش والابتزاز والجريمة.

يجب على الدول العربية أن تلعب دورًا أكبر في

إعادة تقويم علاقة العراق غير المتوازنة مع جارته الشرقية. ازدهر الحشد و”حزب الله”

والوكلاء الآخرون أمام أعين العالم كأداة لسياسة حافة الهاوية العدوانية الإيرانية.

لقد فشل العالم في التحرك لفترة طويلة جدا، ولا يستطيع الرئيس الأمريكي

جو بايدن تحمل المزيد من كوارث السياسة الخارجية بعد أفغانستان”.

ورأت أن “الضربة على منزل رئيس الوزراء في قلب بغداد كانت لحظة حقيقة: حان الوقت لشعب

العراق ولبنان لمواجهة شياطين الدمار. تثبت الأحداث الأخيرة أن لبنان والعراق يمكنهما أن

يزدهران كدولتان ذات سيادة أو تذبلان كمستعمراتان إيرانيتان”.

وختمت علم الدين بالقول: “سيجد الكاظمي ونظيره اللبناني نجيب ميقاتي دعما قويا على الصعيد الوطني –

ويجب منحهما دعما دوليا غير محدود بالقدر عينه- إذا كان عليهما اغتنام الفرصة لإنقاذ دولهما بينما لا يزال بإمكانهما ذلك”.

Exit mobile version