– القناة الثالثة والعشرون
أنتجت الانتخابات الداخليّة التمهيديّة في التيّار الوطني الحر مؤشرات لا يمكن التغاضي عنها.
أثبت نوّابٌ حضورهم في بعض المناطق، في مقابل تراجعٍ واضح لنوّابٍ آخرين
من فئة المتراجعين، يبرز اسم النائب ماريو عون الذي أظهرت الانتخابات أنّ حضوره الشوفيّ داخل “التيّار” تراجع، لأكثر من عامل.
وكان لافتاً، في منطقة ذات غالبيّة حزبيّة مارونيّة، أن يسبق المرشّح الكاثوليكي غسان عطالله نائباً مارونيّاً. ولعلّ ذلك يعود الى أكثر من سبب:
– مسيرة ماريو عون النيابيّة لم تكن على قدر الآمال، خصوصاً في الدورة الأخيرة التي
ارتكب فيها سلسلة “تخبيصات” في الإعلام.
– تراجع حضور ماريو عون لصالح زميله في التكتل النائب فريد البستاني الذي، وإن لم ينتمِ الى “التيّار”
إلا أنّه بات يملك حضوراً فيه، ويشكّل مرجعاً للكثير من مناصريه في الشوف.
– لا يشكّل عون عصَباً يساعده على التجييش داخل “التيّار”، مثل غسان عطالله، كما لا يقدّم مساهمةً
إضافيّة شوفيّاً وتشريعيّاً وخدماتيّاً، مثل فريد البستاني.
كما كان لافتاً حصول روني جدعون على المرتبة الثانية ، هو الذي كان مقرّباً سابقاً من عون.
هل يعني ذلك أنّ ماريو عون استُبعد عن لائحة المرشّحين في الانتخابات النيابيّة المقبلة؟ طبعاً لا. ولكن طريقه أصبح مزروعا بالمطبات الداخلية والخارجية.
أما في عاليه فيختلف المشهد كثيراً، حيث لا مفاجآت فقد خرج النائب سيزار أبي خليل من الانتخابات التمهيدية
من دون منافسة شرسة، علماً أنّ ترشيحه في الانتخابات النيابيّة المقبلة محسوم. بينما حلّ ايلي حنا
الذي ترشّح أيضاً في الدورة السابقة، ثانياً.