“ليبانون ديبايت”
مَن كان ليُصدِّق أنّ إطلالة رجل الأعمال بهاء الحريري خلال إفتتاح مكتب جمعية “سوا” في عكّار حصلت بالصُّدفة وأنّها لم تَكُن مُدبرة.
في الشَّكل لَم يكن مُوفقاً بهاء الحريري بالمسرحية ومَخرجها، فالـ”برادي” التي ظَهرت خلفَه مع “ذقنه” طَغت على المشهد المُمِل. أمّا في المضمون، فإستحضار الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتاريخه كانت من “عدّة الشّغل” الضرورية في مُحاولة لإستعطاف أهالي عكّار الذين ملّوا من وعود “آل الحريري” من الشقيق سعد الذي وَعدهم بـ900 ألف فرصة عمل ولم يفِ بذلك، واليوم يَسلك بهاء الطريق نفسه ظناً منه أو مِن فريق عمله أنّ هذه “الخِطب الشعبويّة” ما زالت “تنطلي” على الموجوعين في عكار.
ويَا ليت بهاء وزَّع الأموال التي صَرفها على الحملة الإعلانية الفاشلة لـ “سوا” على المُحتاجين من أهالي عكّار بدلًا من أنْ يصرفها على “لوحات إعلانية” فارغة من أيّ مضمون يُسهم في الإصلاح أو يقنع الناخب أنّ هذه المجموعة قادِرة على التغيير.
وفي حالة سعد وبهاء تتجسَّد صورة صراع الأخوين “قايين وهابيل”، لكنّ هنا في هذه المسرحية “هابيل” لا يَختلف كثيراً عن “قايين”، فالإثنَيْن لا يريدان إلّا مصلحتهما الخاصّة ضَاربين بعرض “الحائط” جوع العكاريين ومعاناتهم في هذا الظرف الصعب.
وفي توصيفٍ للحضور “الهزيل” في قاعة الإفتتاح، فهو إقتصر على المفاتيح الإنتخابية التي تظهر في مواسم الإنتخابات بهدف جني الاموال ومساعدة المُرشح على إقناع الناخبين على أنّ الفرج سيأتي على يديه. علماً أنّ العكاريين باتوا على قناعة أنّهم يستحقّون أفضل من هذه الشخصيّات لتمثيلهم في مجلس النواب والمُطالبة بحقوقهم المسلوبة. فَهل سَيفهم عليهم بهاء؟