ترجمة “ليبانون ديبايت”
نشرت مجلة “ذي نيو ستايتسمان” البريطانية، تقريراً سياسياً بقلم آبي تشيزمان وهي مراسلة صحيفة “التلغراف”، تتحدّث فيه عن الأزمة الللبنانية – الخليجية، وكيف ساهمت تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي فيها، مشيرة الى أن الشعب اللبناني يدفع الثمن.
ويقول التقرير: “لعقود من الزمان، كان جورج قرداحي أحد أشهر الشخصيات التلفزيونية في الشرق الأوسط. عزز قرداحي، مكانته كاسم مألوف عندما بدأ في تقديم النسخة العربية من برنامج “من سيربح المليون”.
وكان يتفاخر على موقعه على الإنترنت بأنه يحمل الرقم القياسي لكونه
“المذيع التلفزيوني الأعلى أجراً في العالم العربي”. أطلق قرداحي خطوط العطور
والملابس الخاصة به، وفاز بقلوب المشاهدين كمضيف للمليونير من خلال سحره الأنيق، والنكات، وقراءة الشعر العربي السلس”
يضيف: “والآن، وبدعم من “حزب الله”، أصبح قرداحي وزير الإعلام اللبناني.
وبعد أكثر من شهر بقليل في وظيفته، وجد نفسه في قلب أسوأ انفصال ديبلوماسي على الإطلاق
مع دول الخليج بعدما أثارت تعليقات أدلى بها عن تورط السعودية في الحرب الأهلية اليمنية
غضب المملكة – ما أدى الى أزمة كلفت الدولة المفلسة والمنهارة مئات الملايين من الدولارات”.
ويرى التقرير أن “الحظر السعودي وبعض الدول الخليجية الأخرى جلب للبنان كارثة
في وقت يمرّ فيه الأخير، في خضم ما يزعم البنك الدولي، أنه إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في التاريخ الحديث”،
لافِتًا الى أنه “في حين أن حظر الاستيراد السعودي يضر لبنان بشدة فإن حظر الإستيراد
من دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي قد يدمر ما تبقى من إقتصاد لبنان المنهك ويكلف لبنان أكثر من مليار دولار سنوياً”
في السياق، يقول الخبير الاقتصادي روي بدارو في حديث الى المجلة: “سيختنق لبنان إذا حدث ذلك. لن تكون أي دولة قادرة على تحمل مثل هذا الثمن”.
فيما يرى التقرير أنه “بين الحوالات التي يرسلها اللبنانيون العاملون في السعودية وبين سوق التصدير، تعتبر المملكة “رئة لبنان””.
ويُشير الى إنها “أزمة تختمر منذ سنوات: لم يعد الحلفاء السنة التقليديون للبنان
في الخليج يريدون تمويل دولة تدعم فيها إيران الشيعية أقوى قوة سياسية وعسكرية “حزب الله””.
ويتابع: “مع استمرار الأزمة، هناك قلق متزايد من أن السعودية قد تحظر تحويلات الأموال
التي يتم إرسالها إلى لبنان. مع وجود قطاع مصرفي فاشل، فإن الأموال المرسلة من الخارج
هي آلية البقاء الوحيدة لمعظم أنحاء البلاد. ويقدر البنك المركزي أن 60 في المائة من هذه
التحويلات تأتي من الخليج. لقد خلق الخلاف في العلاقات الدبلوماسية بالفعل عقبات
أمام اللبنانيين الذين حصلوا على وظائف في الخارج لكنهم يكافحون للحصول على تأشيرات دخول”
وتقول لينا الخطيب، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز أبحاث “تشاتام هاوس”
في حديث إلى المجلة: “ستؤثر الأزمة سلبا على أولئك اللبنانيين العاديين الذين تعتمد
سبل عيشهم على اقتصادات الخليج وستزيد من تفتيت الجبهة السياسية المعارضة لحزب الله””.
تضيف: “إذا استمر قطع العلاقات، فإن الشخصيات السياسية السنّية اللبنانية التي
اعتمدت تقليديًا على الدعم السعودي ستجد صعوبة في خوض الانتخابات البرلمانية المرتقبة.
وهذا سيزيد من قوة “حزب الله” الذي يستفيد من الضعف والانقسام بين خصومه”.
يأتي ذلك، وسط “مخاوف من أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قد تستقيل قبل الانتخابات المرتقبة العام المقبل”.
ويُشير التقرير إلى جملة “من يريد سرقة مليون؟” الساخرة التي انتشرت
على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تعيين قرداحي، في “إيماءة للفساد
الراسخ للطبقة السياسية في لبنان، والتي سلبت الموارد من الدولة لعقود”.
ويختم التقرير بالقول: “سيتطلب الأمر أكثر من مجرد لعبة عرض مكاسب غير متوقعة لإنقاذ لبنان من التدهور الاقتصادي الكارثي”.