” لا أعياد مقبلة ولا من يحزنون”…تصلب “الثنائي الشيعي” يهدد بانفجار كبير

بقلم بولا اسطيح – Alkalima Online

كان يفترض ان يعمم المشهد الذي تابعناه اليوم من وزارة الشؤون الاجتماعية على كل الوزارات دون استثناء. كان يفترض ان توقظ صدمة تجاوز سعر صرف الدولار ال٢٥ الفا الشعب اللبناني المتخبط في غيبوبة لم ينجح أهم الباحثين والمراقبين بفهمها وتبريرها! سيحل مطلع الاسبوع المقبل ثقيلا على اكثر من ٨٠٪؜ من هذا الشعب الرازح تحت فقر شديد، بعد ان يكون التجار سعروا البضائع على سعر الدولار الجديد. الغلاء وكما بات معروفا لم يعد ومنذ اكثر من عام يطال الكماليات حصرا التي لم يعد اصلا المواطن يستطلع اسعارها، فهو وان طال ربطة الخبز التي أعلن وزير الاقتصاد بكل ثقة ان سعرها بات ١٠ آلاف ليرة، سيطال كل المواد الاساسية دون استثناء، على ان يترافق ذلك مع مواصلة تحليق سعر صفيحة البنزين التي يرجح خبراء ان تلحظ حتى نهاية الاسبوع المقبل زيادة تتجاوز ال٦ آلاف ليرة.

وفيما ترد مصادر اقتصادية ومصرفية تحليق سعر صرف الدولار الى عدة عوامل منها سياسية مرتبطة بالتأزم الحكومي ومنها خارجية تنفيذا لاجندات معينة، يبقى العامل الابرز الذي يؤدي الى الارتفاع المتواصل شح الدولار وارتفاع الطلب عليه والمتوقع ان يزيد مع رفع الدعم المرتقب بنسب اكبر عن الادوية والمحروقات باعتبار ان ذلك سيؤدي لطلب اكبر عليه. وترجح المصادر ان يتجاوز سعر الصرف ال٣٠ الف ليرة، منتصف شهر كانون الاول في حال بقيت خطة مصرف لبنان في ترشيد وصولا لوقف الدعم قائمة

كل ما سبق وكل ما الاشارات السلبية الواردة لم تحرك ساكنا لدى الطبقة الحاكمة المفترض في اي بلد طبيعي ان تستنفر ليل نهار لمحاولة تفادي السيناريوهات السوداوية المتوقعة. وبدل ان تعلن الحكومة عن

اجتماعات مفتوحة لتسريع اطلاق عجلة المفاوضات مع صندوق النقد لضخ بعض السيولة في الاقتصاد المتداعي،

اذا بها تواصل التلكؤ عن مسؤولياتها. وفي هذا الاطار، اكد مصدر سياسي مطلع ان

“الحلحلة التي كان قد اوحى بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي معلنا اتجاهه لعقد

جلسة قريبة لمحلس الوزراء كانت مرتبطة الى حد بعبد بقرارات محكمة التمييز التي كان

يعول “الثنائي الشيعي” على ان تؤدي لكف يد المحقق العدلي القاضي طارق البيطار”،

لافتة الى انه “وبعد اطلاق يده من جديد من خلال القرارات الاخيرة فذلك يعني عمليا بلوغ

الازمة السياسية مستويات غير مسبوقة باعتبار ان قرار “الثنائي الشيعي” حاسم بعدم التراجع

بعدما بات مقتنعا ان هناك ما يحضر له وبالتحديد لحزب الله انطلاقا من التحقيقات بانفجار المرفأ”.

تصلب “الثنائي” يهدد بانفجار اجتماعي كبير قد يتطور بلحظة لانفجار امني.

واذا كان ميقاتي يتجه للتلويح قريبا بالاستقالة بهدف الضغط على “الثنائي”، فان المعلومات

تتحدث عن استياء عوني بلغ ذروته من حزب الله، وتؤكد مصادر “التيار الوطني الحر” ان “الخلاف

يتسع مع الحزب وان النقاشات يومية وعالية النبرة سواء بخصوص ربط مصير الحكومة

بكف يد البيطار او بخصوص التدخل الفاضح بعمل القضاء وصولا لملف التدقيق

الجنائي الذي يتخذ الحزب كعادته موقفا الى جانب بري بمواجهة عون”. ويبدو واضحا

ان العونيين كفروا بتفاهمهم مع حزب الله اذ باتت القواعد الشعبية تطالب قيادتها بمواقف

وقرارات جازمة من منطلق انه لم يعد هناك داعيا لتغطية الحزب ودعمه طالما هو لا يدعم العهد وقرر منذ انطلاقته اتخاذ طرف الى جانب بري

ورغم لجوء حزب الله لتصوير المعركة التي يخوضها على صعيد القضاء على انها

معركة حياة او موت وعدوان خارجي عليه لاقناع قاعدته بتفهم تعطيله

العمل الحكومي بوقت البلد بأمس الحاجة للقرارات الكبيرة والسريعة،

يبدو قسم كبير من جمهوره غير مقتنع بهذه المعركة من منطلق ان المحكمة الدولية اتهمت

الحزب باغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ولم تعر قيادته اي اهتمام للموضوع، “

فلماذا المجازفة اليوم بالبلد ككل وكل الاستدعاءات حتى الساعة لم تطل اي شخصية من الحزب انما تم حصرها بوزراء سابقين محسوبين على “امل” و”المردة”؟!”

وأبعد من ذلك كله، تعتبر المصادر ان “ما بات محسوما ان الملف اللبناني خرج من

ايدي اللبنانيين ولم يعد هناك مجالا الى اي حل داخلي يستفرد

به اللبنانيون مستفيدين من لحظة اقليمية او دولية ما”. وتضيف:”الكباش الاقليمي- الدولي اليوم

في اوجه وليس ما يحصل على صعيد الازمة مع الخليج الا احد تجلياته..وطالما ايران ترفض المساومة والتنازل

وطالما الاطراف الاخرى تعتبر انها قادرة على تحريك حلفائها في ساحات كالساحة اللبنانية، طالما الواقع اللبناني يزداد تعقيدا وسوداوية”

اذا لا اعياد مقبلة على لبنان ولا من يحزنون.. نحن على موعد مع مزيد من القهر والفقر والذل والعوز والجوع..والانكى ان لا حلول ولا امل..

Exit mobile version