رغم الارتفاع المُتمادي لسعر الدولار في السوق الموازية، واصل عددٌ من “تُجّار العملة الخضراء” نشاطهم في الملأ من
دون الالتفات إلى أي عواقب أخرى.
فعندما تقصد واحداً من هؤلاء الذين ينتشرون في الشوارع كبائعي سلعة ما، فإن أول كلمة تسمعها منهم هي: “بدّك
تبيع؟ قديش معك؟”. هُنا، فإنّ الجواب الذي تطرحه هو التالي: “على قديش عم تشتري؟”.
في الحقيقة، الحوارُ هنا يقتصر على هذا الجمل القليلة، ففي حال قبلتَ ببيع الدولار وفق سعرهم، فإنك ستكون قد
حصلت على رزمة من أوراق الليرة النقدية، وبعدها سينتهي اللقاء الذي قد يتكرر مرة جديدة في وقتٍ لاحق. “لبنان24”
قصَد عدداً من هؤلاء التُجار، واستطاع أن يستفيض في الحوار معهم أكثر، وجاء الحديث مع أحدهم على النحو التالي:سؤال: شو وضع السوق اليوم؟ وقديش عم تبيعو؟
جواب: ماشي الحال،
عم ندفّش.. الدولار هلأ عنا 24600، ومنربح شي 20 ألف بكل 100 دولار.. المهم نطلع يوميتنا لأن ما
في شغل تاني. سؤال: كيف الدولار هلأ 24600 بينما عالمنصات عالتلفون بيتراوح بين 24700 و 24750 ليرة؟
جواب: عادي.. ما فينا نسعر متل هول المنصات اللي هني أصلاً مش مزبوطين.. في غروبات واتساب منسق فيها
ومنشوف الصرافين شو عندن، وبصير التسعير.. اذا بدنا نبيع متل سعر الآبليكشنات منخسر.. كيف بدنا نربح
ونطلع تعبنا.. عم نوقف كل النهار بالشمس والبرد هون.. بدنا نعيش..سؤال: شو كنت تشتغل قبل وكيف هلأ عم تشتغل بالدولار وكيف عم تجيب هالكمية من الليرة؟جواب: قبل كنت بيع كلساتات بالسوق.. بس هالمصلحة بطلت
توفّي معنا.. صارت القصة كلها خسارة بخسارة. شو بدّك تشتري وتبيع والغلا ضارب كل شي.. كان معي مبلغ من المصاري صرت اشتغل فيه متل أي شخص تاني.. عادي.. ما البلد فلتان شو وقفت عليي؟ في ناس بشغلوها ناس
تانيين وبيعطوهن ليرة ودولار وبيلعبوا بالسوق.. الكل عم يعمل هيك وما في جهة معينة عم تعمل هالشي.. كل حدا
معو مصاري عم يشتغل بالدولار.. كل الناس صارت صرافين.سؤال: ما بتخاف من حدا يوقفك لأنك مش شرعي؟جواب:
يعني منضل ندير بالنا كل شوي.. المخابرات والمعلومات بيمرقو..
صار الكل بيعرفنا انو عم نشتغل وما عم نعمل شي
حرام.. حُرّين نحنا بدنا نبيع دولار ونشتري عملة.. مش نحنا اللي عم نحط التسعيرة.. متل أي شخص جاية عم ببيع ويشتري ونحنا هيك.. عادي الموضوع.. بدن يشوفوا المشكلة يروحوا عند اللي عم بحط تسعيرة.سؤال: كلكن هون الصرافين اللي عالطريق بتعرفو بعض؟جواب: ايه منعرف بعض كلنا.. أكيد رح نعرف بعض.. ما كل النهار هون..
منحكي ومنتواصل عادي.. كل واحد بياخد رزقته بالنهاية.. المهم نطلع مصاري لنكمّل.. في غيري هون ناس كانت تبيع
خضرا ووقفت وهلأ عم تشتغل بالدولار.. وغيرنا تاجروا بالبنزين والمازوت.. البلد كلو تجارة بتجارة.. في المُحصلة، يتبين
أن تجارة الدولار باتت عادية، والبلاد محكمة بـ”تُجار” يضعون الربح فوق أي اعتبار، في حين أن المواطن يتكبّد الخسائر
في قدرته الشرائية، في ودائعه، وفي عملته الوطنية التي تتدهور ساعة تلو الساعة.
المصدر: لبنان 24