المصدر: صيدا اونلاين
علبة حليب الأطفال بـ580 ألف ليرة لبنانية… ماذا ينتظر الإنسان في لبنان بعد؟
بعد أشهر طويلة من معاناة الأهل في تأمين الحليب لأطفالهم الذي لم يكن متوافراً، يجدون أنفسهم في مواجهة مع معاناة جديدة لا تقل صعوبة. فما قد يكون أصعب على الأهل هو توفير الحليب لأطفالهم، خصوصاً الرضّع منهم الذين يعتمدون عليه حصراً في تغذيتهم.بعد رفع الدعم بلغ سعر معظم أصناف الحليب (400 غ) ما يقارب الـ100000 ليرة أو 200000 لأنواع قليلة منه، فيما كان السعر لا يتخطى الـ 13000 ليرة تقريباً لمعظم هذه الأصناف، علماً أن الطفل يحتاج عامةً إلى علبة كل يومين تقريباً. إلا أن الوجع في صرخة بعض الأهالي أكثر إيلاماً بعد، وهم أولئك الذين لديهم حالات خاصة كما بالنسبة إلى الأطفال الذين يعانون حساسية الحليب اي حساسية ضد بروتين حليب البقر فقد بلغ سعر علبة الحليب Novalac الخاص لحالة الحساسية هذه بحجم 400 غ 580000 ليرة لبنانية. ولا يختلف سعرها في مختلف الأصناف المتوافرة.
يروي شربل بألم واضح وأسى قصة معاناته في تأمين الحليب لطفلته البالغة من العمر 6 أشهر والتي تعاني الحساسية ضد بروتين حليب البقر:
وتحديداً بعد رفع الدعم مؤخراً عن #حليب الأطفال. فبعد كل الصعوبات التي كان يعانيها في توفير هذا الحليب لطفلته
ها هو اليوم تحت وقع الصدمة بعد أن ارتفع سعر علبة الحليب إلى هذا الحد حتى أصبح يحتاج إلى أكثر من 17 مليون ليرة لبنانية في الشهر
لتأمين الحليب لطفلته باعتبارها غير قادرة على تقبل أي من أنواع الحليب العادية.
بغصّة تنقل كماً هائلاً من الوجع في قلب شربل، يقول إن طفلته يجب أن تحصل على هذا الحليب حصراً
حتى عمر السنة أو أكثر ربما بحسب الأطباء، وتحتاج إلى علبة كل يومين أو 3 كحد أقصى،
باعتبارها لا يمكن أن تهضم الحليب العادي، وإلا فتعاني من التقيؤ ومشاكل عديدة ناتجة عن حالة الحساسية هذه.
يحاول شربل منذ أيام عدة التواصل مع جهات عدة وجمعيات لمساعدته على تأمين هذا الحليب الذي تفوق كلفته قدرته المادية حكماً.
كما يحاول استشارة أطباء أطفال آخرين علّه يجد بديلاً تكون كلفته أخف عبئاً عليه، فيما يؤكد له الكل أن مختلف أصناف الحليب الخاصة
بهذه الحالة هي بالكلفة نفسها تقريباً، وما من حلّ آخر سوى أن تحصل على هذا النوع من الحليب تحديداً.
علماً أن هذا النوع من الحليب لا يعتبر متوافراً في كافة الصيدليات، بل يمكن تأمينه عند الطلب بسبب ارتفاع ثمنه.
من المؤكد أن حالة شربل ليست الوحيدة في البلاد، بل إن معاناته تشبه معاناة كثيرين يتألمون لعجزهم عن تأمين الحليب لأطفالهم.
وماذا يمكن أن يكون أكثر إيلاماً للأهل من عجزهم عن تأمين الغذاء لأطفالهم؟
إنما يبدو أن المواطنين اللبنانيين يجب أن يعتادوا الألم والقهر في ظل الأزمات المتتالية التي يواجهونها والتي يبدو وكأنه لا نهاية لها.
بديل وحيد موجود
لدى استشارة طبيب الأطفال الدكتور آلان صياد، أكد أن طفلة شربل وغيرها من الأطفال في لبنان
قد يعانون حساسية ضد بروتين الحليب.
فلا حل في هذه الحالة إلا بتناول الحليب المخصص لهذا النوع من الحساسية أو بالرضاعة الطبيعية.
فهؤلاء الأطفال لا يمكن ان يتقبلوا أو يهضموا حليب البقر ويعانون حساسية ضده، ووحده حليب الأم هو البديل المتوافر
أما أصناف الحليب المختلفة المتوافرة في الأسواق ومن مختلف الشركات فكلّها بهذا السعر تقريباً
ولا تختلف كثيراً لاعبتار أن هذا النوع من الحليب كان دائماً أغلى ثمناً من أنواع الحليب العادية،
وطبعاً مع رفع الدعم عن حليب الأطفال، ارتفع سعره إلى حد كبير.
يحتاج الأطفال الذين يعانون هذه الحالة إلى تناول هذا الحليب حتى عمر السنة في معظم الحالات.
أما بعدها فغالباً ما يتعافون تلقائياً. لكن منهم من قد يحتاجه إلى ما بعد هذه السن.
إنما لا يمكن أبداً أن يعطوا الحليب العادي، ويجب عدم المخاطرة في ذلك، لأنهم يكونون عرضة لمشكلات صحية عديدة،
فإضافة إلى الأعراض التي يمكن أن يتعرض لها الطفل من إسهال مزمن وطفرة جلدية ودم في الغائط وتقيؤ،
يمكن أن تكون تداعيات ذلك أكثر خطورة، كوقف النمو أو يمكن حتى أن تهدد حياته إذا ما تعرض إلى صدمة حساسية Choc anaphylactique
في حال إعطائه الحليب العادي الذي يحتوي على بروتين البقر بدلاً من الحليب المخصص لحالته.