بقلم رضوان الذيب – الديار
كشفت معلومات مؤكدة، ان الظروف تبدلت كليا مساء الاربعاء الماضي، وشرب الرئيس نجيب ميقاتي «حليب السباع»، بعد ان تلقى اتصالا من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث شرح رئيس الحكومة بالتفاصيل اسباب ما استجد في سماء العلاقة بين لبنان والسعودية. وحسب المعلومات، طلب ماكرون الضغط لاستقالة الوزير جورج قرادحي قبل لقائه بولي العهد السعودي الاحد، كونه يشكل مدخلا ايجاببا لفتح الملف اللبناني مع محمد بن سلمان، و»من دون ورقة الاستقالة لا يمكنني مناقشة الملف اللبناني، وليس في يدي اوراق قوة»، وبمجرد اقفال ماكرون هاتفه، حتى سارع ميقاتي الى الاتصال بقرادحي ووجّه له دعوة لزيارته فورا. وفي المعلومات، ان قرادحي لبى دعوة ميقاتي سريعا الذي وضعه في تفاصيل اتصال ماكرون، متمنيا عليه تحكيم عقله وضميره لمصلحة لبنان، لكن قرداحي سأل، هل هناك ضمانات فرنسية بتليين الموقف السعودي، فنفى ميقاتي وجود مثل هذه الضمانات، وكانت الآراء متباعدة ومتشنجة، وخرج قرداحي دون اي وعد لميقاتي.
وصباح الخميس، انتظر ميقاتي اتصالا ايجابيا من قرداحي لم يأت ابدا، عندها وحسب المعلومات، كتب ميقاتي استقالته ووضع رئيس الجمهورية في اجوائها، كما اتصل بسليمان فرنجية والخليلين ودار الفتوى وسعد الحريري ووليد جنبلاط واخبرهم بانه كتب استقالته وسيقدمها صباح السبت اذا لم يقدم قرداحي استقالته مساء الجمعة، وقال ميقاتي «انه لا يستطيع الاستمرار هكذا وخسارة الورقة الفرنسية وقطع كل ابواب العودة مع الرياض وهذا ما سيستفز الشارع السني»، وعلى الاثر تحركت الماكينات السياسية والاتصالات بين المقرات، وجرى تشاور بالعمق ببن فرنجية وقرداحي، وترك فرنجية حرية القرار لوزير الاعلام الذي اتصل بقيادة حزب الله وتحديدا بالحاج حسين خليل وبالوزير السابق علي حسن خليل ووضعهما في اجواء اللقاء مع ميقاتي والموقف الفرنسي، واقتناعه بقرار الاستقالة، وكان رد الحاج حسين خليل «نحن معك في اية خطوة، والقرار قرارك، وسندعم كل ما تتخذه، واذا رفضت الاستقالة نحن معك والى جانبك». وهكذا كان موقف بري، وعلم ان حزب الله ابلغ قرداحي انه الى جانبه في كل المحطات ولن ينسى مواقفه المشرّفة التي تركت اثارا عميقة عند جمهور المقاومة وكل حلفائها.
وفي المعلومات ان موقف قرداحي بالاستقالة تبلّغه ميقاتي من حلفاء وزير الاعلام الذي رفض تمنيات رئيس الحكومة في الغاء المؤتمر الصحافي، كما انه لم يضع الرئيس ميشال عون في اجواء قراره، ولم يقدم لبعبدا الاستقالة او للسراي، وعون وميقاتي شريكان في ممارسة الضغوط.
والسؤال الاساسي حسب المصادر، لماذا لم يعلن عون وميقاتي موقفا بعد من كلام وزير الخارجية عبدالله بو حبيب بادانة القصف الحوثي على الرياض وقوله، «انه قصف من قبل الجماعات الارهابية»، وهو كلام اخطر من كلام قرداحي بحق الرياض، حيث مرّ هذا الكلام مرور الكرام عند عون وميقاتي، كما ان الرياض لم تتلقفه بشكل ايجابي لان معركتها مع حزب الله، وطالما الدولة تمارس سياساتها لارضاء هذه الدولة وتلك، سيبقى لبنان يتنقل من مشكلة الى مشكلة. والسؤال ايضا ماذا لو طالب حلفاء الحوثيين في لبنان والخارج باستقالة ابو حببب؟
وفي المعلومات ايضا، ان ما جرى، ليس له علاقة بالتحقيقات في انفجار المرفأ واقالة البيطار، وهذه التسوية لم تنجز بعد، لكنها قد تأخذ المفاوضات الى مسار غير متشنج، كما ان عرض بري لعون ما زال ساريا لاقرار ترقيات دورة الـ 94 و صيغة 6 نواب للمغتربين وتحالفات انتخابية، مقابل تأمين باسيل لنصاب الجلسة العامة واقرار محاكمة الرؤساء والوزراء في المجلس النيابي.
هل تؤدي استقالة قرداحي الى تحريك الاوضاع نوعا ما والدفع نحو الحلول المؤقتة، الجواب قبل الجلسة العامة الثلاثاء.