المصدر: لبنان 24
أرقام قياسية سجلها الدولار في الأيام القليلة الماضية فبعد وصوله بداية الأسبوع إلى 29 ألف ليرة عاد وشهد تراجعا وتم تداوله أمس الأربعاء ما بين 28 و27 ألف ليرة للدولار الواحد.
الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور لويس حبيقة أوضح في حديث لـ “لبنان 24” ان “ارتفاع سعر الدولار مؤخرا ليس بسبب المضاربات بل نتيجة الأوضاع غير المستقرة في البلد”، وقال: “في المضاربات يجب ان يكون هناك عملية بيع وشراء لتحقيق أرباح، وفي حالتنا الأجواء السيئة في البلد هي التي تؤثر على سعر صرف الدولار”.
وتابع: “السوق في لبنان صغيرة وتشهد جموداً فمن يملك الدولار لا يبيعه وبالتالي من المنطقي أن يرتفع سعر الصرف”، مبدياً تخوفه من ان يُسعر كل شيء في لبنان بعد شهرين بالدولار.
وعن خطوة مصرف لبنان للجم تدهور سعر صرف الليرة من خلال تزويد المصارف
بحصّتها النقدية لما تبقّى من هذا الشهر بالدولار النقدي بدلاً من الليرة وذلك على
سعر صرف منصة صيرفة، والطلب من المصارف بيع الدولارات المشتراة على
سعر صيرفة كاملة إلى مختلف عملائها، رأى” ان هذه الخطوة تخفف
المشكلة لكن لا تحلها وتم اتخاذها لمنع وصول الدولار إلى 30 ألف ليرة”.
وعن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، اعتبر حبيقة ان لا تقدم كبيرا بهذا الصدد،
وتابع: “ما يُخفض الدولار ليس شروط صندوق النقد أو القبول بها، وإنّما القبول بسياسات الصندوق والتوقيع والاتّفاق معه،
عندها تأتي الاموال والمساعدات من الخارج ومن الصندوق بالدولار”
ولفت إلى وجود فريق وزاري مفاوض جيد الا ان الجو السياسي غير مناسب
وهناك عدم قدرة على تلبية مطالب المجتمع الدولي، وتخوّف من تأجيل المفاوضات
مع صندوق النقد إلى ما بعد الانتخابات النيابية لأن البلد لا يمكنه ان ينتظر 5 أشهر.
وأشار إلى ان منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان
شدد على ضرورة المباشرة بتنفيذ الإصلاحات والتوصل إلى اتفاق مع الصندوق
قبل نهاية السنة، رابطاً نتيجتها بعقد مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة.
وتابع: “اللجنة الوزارية أنهت جزءاً كبيراً من الخطة التي يتم التنسيق بشأنها أيضاً مع ممثلي
صندوق النقد في لبنان، واقتربت من تحديد الخسائر، لكنها تحتاج لعرضها على الحكومة لإقرارها،
على أن يأتي بعد ذلك خبراء الصندوق من الخارج للموافقة عليها، وبالتالي هذا الأمر يحتاج لاستئناف الحكومة جلساتها. “
أما عن وجود ترابط بين تدهور الليرتين اللبنانية والتركية، أوضح حبيقة ان “الليرة التركية
تتدهور منذ سنوات وليس منذ الآن في حين ان الليرة اللبنانية بدأت بالتدهور منذ سنتين،
كما ان مشكلة البلدين مختلفة، فتركيا دولة كبيرة ويعتمد اقتصادها على الصناعة والسياحة والزراعة. “