“ليبانون ديبايت”
مع وصول متحوّر “أوميكرون” إلى لبنان وبوصفه “مثير للقلق”، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، بدأ لبنان بتنفيذ تدابير وقائية للحد من تفشٍ سريع للوباء، لاسيّما في ظلّ الأزمة الماليّة والإقتصاديّة مع ما أنتجته من عجز وتراجع في الخدمات الصحيّة.
فَهل تجدي التدابير المُتّخذة في مواجهة “أوميكرون”؟.. عن هذا السؤال أجاب رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي، الذي لفت إلى أنّه “كان الله بعون القوى الأمنية المولجة بالسهر على تنفيذ مقررات لجنة كورونا، ففي دول العالم يلتزم 80% من الأشخاص بالاجرءات المفروضة فيصبح من السهل ضبط الأمور، ولكن في لبنان عندما يكون 90% من الأشخاص غير ملتزمين ماذا يمكن للقوى الأمنية أن تفعل”؟.
وإستبعد عراجي اللجوء إلى الإقفال نظرّا لظروف البلد الإقتصادية الصعبة،
كما أنّه “لا يمكن التنبؤ بمسار الوباء، وإذا امتلأت المستشفيات عندها لا حول ولا قوّة، لكن لغاية الآن لا نفكّر بالإقفال ونحاول أن نتجنّب الكأس المرّ”.
وقال عراجي، في حديثِ لـ”ليبانون ديبايت”: “معظم الناس لا نيّة لديها بالإلتزام،
لذا الوضع لا يُطمئن، إذ بلغت نسبة إشغال الأسرّة بالمستشفيات 75%، في حين بلغت في النبطية وعكار الـ 95%”.
وشرَح أنّ “متحور دلتا كان يحتوي على 12 طفرة، بينما أوميكرون يحتوي على 32 طفرة،
لذا هو سريع الإنتشار والمناعة تقلّ عند الناس الذين من الممكن أن يقاوموه”.
أضاف: “إذا حصل تفشٍ كبير للفيروس مقارنة بأواخر كانون أول وكانون الثاني وشباط الماضيين،
فسنكون أمام وضع صعب جداً لأن الظروف أصعب بكثير اليوم فجهوزية
أقسام الكورونا تبلغ 40% فقط، إذ كان لدينا 2500 سرير أما اليوم فعدد الأسرّة يبلغ 916 سرير،
ولا يوجد ممرضين وممرضات نتيجة الهجرة، بالتالي لا يمكننا فتح أقسام جديدة للكورونا”.
ولفت إلى أنّ “معظم اللبنانيين لم يعد بإمكانهم تأمين أموال الاستشفاء التي باتت بملايين الليرات،
وفي المنازل لا كهرباء لوضع ماكينات الاوكسيجين”، محذّرا من أن “وضعنا لا نحسد عليه
وبتنا بحاجة لقدرة إلهية بأن لا يتفشّى المرض، وهذا يحصل عبر الإلتزام بالتدابير الوقائية وتلقّي اللقاح”.
وأكّد أنّ “انتشار أوميكرون لا مفرّ منه، والناس يجب أن تقتنع أن الوقاية هي الأساس،
حتى بالنسبة لمن تلقّى اللقاح”. وذكّر بأن “الدول الكبرى رغم كل إمكانياتها المادية
والطبية الضخمة تطلب من الناس الالتزام بالتدابير الوقائية، فلماذا لا نأخذ نحن الاحتياطات اللازمة في ظل أوضاعنا الصعبة”؟.
وعن عدم الجديّة في لبنان بإلتزام التدابير الوقائية وتلقّي اللقاح، إعتبر عراجي
أنّ “اللبناني قد يكون محبط بسبب الظروف التي مرّ بها، فنحن نعاني على مستوى أكثر من صعيد، لذا لم يعد يبالي بأي شيء”.