المصدر: المركزية
غادر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش بيروت اليوم متوجها الى باريس اثر زيارة رسمية للبنان استمرت ثلاثة ايام التقى في خلالها كبار المسؤولين في السلطة والمعارضىة والمجتمع المدني وتسلم مذكرة من الرؤساء: امين الجميل، ميشال سليمان، فؤاد السنيورة بالأصالة عن نفسه وعن الرئيس سعد الحريري إضافة الى الرئيس تمام سلام، تؤكد الالتزام الكامل بالدستور، وباتفاق الطائف والانتماء العربي، وكذلك بالإجماع العربي، وبجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالشأن اللبناني، ولاسيما القرارات 1559 و1680 و1701، وباعلان بعبدا وضرورة التزام إجراء الاستحقاقات الدستورية للانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية في مواعيدها الدستورية ، اضافة الى ضرورة الاهتمام الدولي بالتضامن مع لبنان في تحرير أرضه، والحفاظ على دوره وثرواته، وفي رفض السلاح غير الشرعي، وضرورة بسط الدولة اللبنانية وأجهزتها العسكرية والأمنية لسلطتها وحدها على كامل التراب اللبناني وعلى جميع مرافقها.
سمع المسؤول الاممي الارفع في لبنان كل الاراء والمواقف السياسية بتلاويتها واختلافاتها وتنوعها وابدى رأيه بلبنان والسلطة الحاكمة واهل السياسة، لكنّ ابلغ ما عبر عنه كان اثناء مغادرته بقوله انه حزين “لرؤية شعب هذا البلد الجميل يعاني بشدة”، مكررا لازمة قالها في كل موقع رسمي زاره، “يجب أن يعمل القادة السياسيون معًا لتنفيذ الإصلاحات التي تستجيب لمطالب الناس وتعطي الأمل في مستقبل أفضل…ولا يحق” للمسؤولين السياسيين أن يكونوا منقسمين ويشلوا عمل المؤسسات الدستورية، بينما يعاني شعبهم تداعيات أزمة اقتصادية غير مسبوقة. ودعاهم “إلى العمل معا لحل الأزمة” . فأين المنظومة من نصائح وتقريع غوتيريش واين هم من مصلحة لبنان؟
تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” ان اهل السياسة في لبنان لا يكترثون لكلام غوتيريش كما لم يكترثوا قبله لمواقف رؤساء دول العالم من شرقه الى غربه ومن جنوبه الى شماله ولا يأبهون لكل التحذيرات التي رسمت بدقة الواقع الذي يقبع في ظله اللبنانيون منذ اكثر من عامين، فمصالحهم ومواقعهم وكراسيهم اولا ومن بعدها الطوفان. وتعتبر ان لبنان الذي لا خلاص له قبل تغيير الطبقة الحاكمة بات ينطبق عليه توصيف “غزة جديدة” في منطقة الشرق الاوسط. وقد انتقل من حال الرخاء والبحبوحة الى انتظار المساعدات، شعبه يعيش وفق نظام”الاعاشة” عبر بطاقة تموينية تمدّ المحظيين ببضعة دولارات لا تكفي لملء خزانات سياراتهم بالوقود او لشراء قارورتي غاز. كل ذلك، بفعل الازمة المالية والاقتصادية الخانقة التي تسبب بها سوء الادارة ونظام المحاصصة والرشوة والفساد والسرقة من قبل المنظومة الحاكمة
وتنقل المصادر عن مسؤول غربي قوله “ان لبنان هو بامتياز ملك الفرص الضائعة،
التي قدمت له في مناسبات كثيرة من خلال مؤتمرات دولية من باريس واحد الى
سيدر مرورا بالمؤتمرات الدولية والعربية والقمم الرئاسية. ويذكّر المسؤول بسلسلة
الزيارات الاميركية والفرنسية في شكل خاص بعد انفجار المرفأ والمواقف التي صدرت
من دون ان تتحرك السلطة او اي من المسؤولين او القوى السياسية لملاقاتها.
وعلى رغم لامبالاة السلطة الحاكمة وتفرجها “بوقاحة” على معاناة اللبنانيين
دون المبادرة الى الانقاذ، لم يترك الغرب والعرب شعب لبنان، اذ تكشف المصادر عن
تشكيل لجنة مشتركة فرنسية- سعودية لتقديم المساعدات الاجتماعية التي تؤمن الحد
الادنى من العيش وهي ستمنح في شكل خاص للمستشفيات والمدارس باشراف فرنسي.
وفي السياق، ارتفع ايضا مستوى التنسيق الاميركي –الفرنسي، بدليل المواقف
التي صدرت اخيرا عن الرئيس الاميركي جو بايدن وعدد من المسؤولين في الادارة والكونغرس
وما اعلنه البيت الابيض اخيرا في بيان صدر نهاية الاسبوع وفيه “ان ادارة الرئيس جو بايدن
تنسق مع فرنسا بشأن لبنان. وتدرس مع فرنسا وحلفائها فرض عقوبات على السياسيين الفاشلين”.
واضاف البيان”لا نريد رؤية دولة فاشلة في الشرق الاوسط وهنالك مؤشرات على ان لبنان
يسير نحو الفشل”. وهنا تؤكد المصادر ان فرنسا التي ستتولى مطلع العام رئاسة الاتحاد
الاوروبي ستكثّف جهودها في مجال الضغط على المسؤولين اللبنانيين، وان الاتحاد انجز
الية لفرض عقوبات عليهم وفق القوانين المرعية. وتضم اللائحة 21 شخصية ستفرض
عليها عقوبات مشتركة اميركية اوروبية بـ”تهمة “عرقلة وتعطيل تنفيذ الديموقراطية ومنع الاصلاحات.