المصدر: ليبانون فايلز
زيادة عن غيره من غالبية القوى السياسية، التي تخوض معركة الانتخابات النيابية 2022 “مرغمة” وبقلق شديد على مستقبل وفعالية دور كل منها المرتبط بأحجامها في مجلس النواب الجديد، يواجه التيار الوطني الحر ثلاثة خصوم: خارجي وداخلي وهو نفسه
* الخصم الأول، الخارج “الدولي الإقليمي” الذي يستهدف التيار انطلاقاً من كونه حليف حزب الله “المستهدف الأساسي”، وعبر الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها مستغلاً تفاقم النقمة الشعبية والسياسية على العهد وفريقه.
* الخصم الثاني، أفرقاء الداخل، خصوماً والحليف الوحيد، الراغبين، بشكل “جماعي” مباشر وغير مباشر، بـ “قصقصة جوانح” التيار، كرد فعل، وربما عقاباً، على ما عانوه من أدائه خلال ما انقضى من ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي لن يتوقف قبل انتخاب رئيس جديد، بواسطة مقص، شفرتيه الحادتين هما:
شفرة التعديلات على قانون الانتخابات الذي أصبح نافذاً بموجب الـ “لا قرار”
من المجلس الدستوري، وشفرة التعيينات التي سيؤدي استمرار عرقلتها إلى
“كف يد” التيار عن قطف ولو اليسير منها، خصوصاً أنها قد تعوّض على رئيس التيار خسارته فرصة ترؤس الجمهورية.
* الخصم الثالث، الأهم والأخطر، هو التيار نفسه، الذي جمع ودفع كل قوى الداخل
والخارج لتكون ضده، نتيجة أدائه وسلوكياته وخطابه وطموح رئيسه، عدا إنكاره بعض الوقائع “الحقائق”،
التي منها على سبيل المثال لا الحصر:
– ما يزال التيار، رغم مشاركته المباشرة والموارِبَة في أربع حكومات العهد، وامتلاكه
في كل حكومة منها الثلث المعطِّل، المعلن والمضمر، يصر على تصوير نفسه على أنه
ضحية شركائه في المنظومة الحاكمة، وعلى تبرئة قيادته وممثليه في رئاسة الجمهورية
مجلسَي النواب والوزراء من أي دور أو حتى مساهمة في صناعة الأزمة وفي إفشال معالجتها،
وعلى تعمُّد تحميل المسؤولية لحلفائه وخصومه، على حد سواء.
– ما يزال التيار، يكابر ويغامر، رغم أن الأثمان التي دفعها وسيدفعها التيار
بسبب
مواقفه أكبر بكثير الأثمان التي دفعها بسبب الآخرين أو دفَّعها لهم وللبلد
– ما يزال التيار، يعيش، ربما من دون انتباه، حالة “إن قال هو غير قادر على أن يفعل،
وإن حصل وبدأ بفعل هو غير قادر على أن يكمل، وإن لم يكمِل يعطِّل”، ما أدى إلى قلَّة إنجازاته، أو بالأحرى كثرة إخفاقاته.
– ما يزال التيار، يعذر نفسه من دون إقناع الآخرين، كما حصل مع عذر “ما خلّونا”،
والمتوقع استبداله، على مشارف الاستحقاق الانتخابي، بـ “ما خصنا”
ليكون العذر الجديد لرمي المسؤولية على الغير والتخفيف من وطأه نصيبه من “التغيير” بعد الانتخابات.
يبدو أن الحقيقة المفترض أن تحرّر التيار باتت تكبّله،
أما المؤكد فهو أن الشمس طالعة والناس قاشعة وورقة الاقتراع بيدها.
لا شك أن أمام التيار خطوط رجعة كثيرة إلى الواقعية.