“ليبانون ديبايت”
إنتشر فيديو مُسرّب لرئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رفع فيه ”منسوب الهجوم” تجاه “حزب الله”، قائلًا “اللي ما بكون معنا ومع قضية الحق تبعنا عمرو ما يكون”.
وعما إذا كان الفيديو سُرّب بشكل مقصود، اعتبر النائب السابق فارس سعيد أن ”باسيل قد يكون يحاول توجيه رسائل بأنه غير خائف وسيكمل”.
وردًا على سؤال، لفت سعيد في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت” إلى وجود خلاف حقيقي بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. وسأل: “لكن هل يصل إلى حدّ الطلاق”؟.
وقال: “أعتقد أنه لن يصل للطلاق بسبب أمرين: لأن “حزب الله” مخيف والجميع يخاف منه، ولأننا مقبلون على الانتخابات و”التيار الوطني” بحاجة لـ”حزب الله””.
أضاف: “وبغض النظر عن هذا الحاجة الانتخابية في السياسة أظهرت الأمور ما يلي:
أولاً: بالخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري فإن “حزب الله”
ولأسباب لها علاقة ببيئته الداخلية إختار بري.
ثانيا: يبدو أن حاجة الحزب للوحدة الشيعية والوحدة الاسلامية – الاسلامية (أي السنية – الشيعية)
أكبر من حاجته اليوم لأي غطاء أو لأي صداقة سياسية مسيحية، لأن المسيحيين
فقدوا وزنهم بالوضع السياسي العام، وبالتالي أصبح هذا الوضع غير قابل للعلاج في هذه اللحظة.
ثالثاً: “التيار العوني” أخذ حقّه وبكفاية بنظر “حزب الله” من خلال التحالف الذي بينهم من شباط الـ2006 لغاية اليوم.
الثمن الذي يجب أن يقبضه مقابل الغطاء الذي أمّنه للحزب أخذه، ربما مع الفائدة، “عمل” رئيس الجمهورية،
ودخل الى بعبدا، وفتح محطة تلفزيونية، وتوقّفت من أجلهم حكومات،
ووضعت قوانين إنتخابية لمصلحتهم وحصلت تعيينات إدارية لمصلحتهم أيضاً،
وبالتالي يعتبر الحزب أنه قام بكامل واجباته تجاه “التيار الوطني الحر”.
رابعاً: المشروع الكبير في البلد يمسك به “التيار الوطني”، فهو يُدخِل لبنان بالزمن الشيعي
بعد أن دخل بـ”الزمن الماروني” من الـ1920 لغاية الـ1975، ودخل بـ”الزمن السني” من بعد الـ1992.
أصبح الحزب يُعطّل اليوم رئيس الجمهورية، يُعطّل رئيس الحكومة والحكومة، يُمسِك بالغالبية المُطلقة في مجلس النواب
بعد أن أقرّ المجلس الدستوري بأن العدد للغالبية المُطلقة هو 59 وليس 65، لذا أصبح هو الآمر الناهي،
حتى على مستوى المؤسّسات وليس على مستوى الأمر الواقع فقط”.
ورأى أنّ هذا الأمر “لا يواجه إلاّ من خلال منصّة وطنية جامعة تتكلّم بالدستور اللبناني
وبوثيقة الوفاق الوطني وبقرارات الشرعية العربية والدولية، وهذا يتطلّب بناؤه وقت وجهد وصبر، وخاصّة إرادة”.
وعن مصير “تحالف مار مخايل” وإمكانية فكّه كشف سعيد أنه “من المرجّح أن يحصل ذلك،
وقد وردتني معطيات في هذا السياق وبأن مراسم الطلاق الحقيقية بدأت” بين التيار الوطني” و”حزب الله، وسيتظهّر ذلك مع الأيام”.
وتابع: “هذا التحالف إستُهلِك، وإذا أردنا القيام بمقارنة، الثنائية الدرزية – المسيحية إنتهت في الـ1960 بحرب أهلية.
والثنائية المارونية – السنية إنتهت في الـ1975 بحرب أهلية. الثنائية السنية –
الشيعية إنتهت مع إغتيال الرئيس رفيق الحريري في الـ2005. واليوم الثنائية المارونية – الشيعية إستُهلِكت
وانتهت ونأمل أن لا تأخذنا الى العنف وتنتهي بأن الطرف الآخر أي الطرف الذي يمثّله “التيار الوطني” غير قادر على المُشاكسة وردّ الفعل”.
وختم سعيد مؤكداً أن “هذه الثنائية خلصت، وقد تُبيقها المصالح على قيد الحياة لبعض الوقت، لكنها إنتهت”.