تستمرّ جائحة كورونا بمتحوراتها كافّة بالتمدّد داخل المجتمع اللبناني حتى وصلنا إلى ما يُشبه التسونامي، والخوف يَكبر مع إعادة فتح المدارس وسط هذه العاصفة “الهوجاء” للوباء، فما رأي الإخصائيين بهذا الفيروس الذي أقلق العالم وما مدى فعاليّة اللقاح في ردعه؟هذه الأسئلة كانت برسم الإخصائية في الأمراض الجرثومية الدكتورة ندى شمس الدين التي تحدّثت إلى “ليبانون ديبايت”،
وإعتبرت أنّه “بالنسبة للواقع الوبائي في لبنان نحن بحالة غير مسبوقة لأوّل مرة منذ بداية الجائحة تصل الأعداد إلى هذه الدرجة من الإرتفاع
وفق تقرير منظمة الصحة العالمية حيث إحتلّ لبنان الوقع الاول في الأسبوع الأوّل من السنة لجهة أعداد المُصابين.
فقد سجّل حوالي 20 ألف حالة في أسبوع واحد
وما زالت الأعداد مستمرّة على هذه الوتيرة مع تسجيل إرتفاع عدد المحتاجين إلى العناية في المستشفيات بسبب كورونا فالوضع غير مُطمِئن”.’
وتُشير إلى أنّ “إرتفاع الأعداد يترافقُ مع موجة جديدة من المتحوّرات وهذا ما حصل عند وصول “دلتا” إلى لبنان والآن مع وصول “أوميكرون”
وهذا الأخير يتمتّع بقدرة على الإنتشار السريع وعلى العدوى بين الشخص ومحيطه
كما قدرته على تخطّي جهاز المناعة حتى لو كان الشخص ملقحًّا
لذلك نشهد إصابات حتى عند اللذين تلقوا الجرعة الثالثة”، وتلفتُ إلى أنّ نسبة الملقحين في لبنان ليست بالمستوى المطلوب
وإذا لم يُوقف اللقاح نقل العدوى إلّا أنّه يُخفِّف من حدّة وشدّة الأعراض والمرض، ويخفِّف من الحاجة إلى الدخول إلى العناية أو المستشفى،
لا سيّما أنّ أرقام وزارة الصحة تُشير إلى أنّ مَن يحتاج إلى العناية الفائقة هم أشخاص غير مُلقحين”.
ولا تستبعد “ظهور متحوّرات جديدة حيث ظهر منذ بداية جائحة كورونا أكثر من 5 متحورات
وأحدثوا تغيّرًا في نمط الجائحة وظهور المتحورات هو أحد خصائص فيروس “الكورونا”
وهو ما يجعلها تتخطّى كل الأسلحة ضدها في الوقاية والإجراءات واللقاحات، وهذا خطر موجود،
وإنتقال العدوى من شخص إلى آخر يُعطي الفيروس القدرة على التحوّل والتغيّر في جينات الفيروس ويُعطيها القدرة للتحور مع الوقت”،
وتتخوّف بسبب إنفتاح العالم على بعضه وعدم تلقيالتوزيع العادل للقاحات بين الدول من “إستمرار هذا الفيروس في التحول والتنقل بين الدول”،
وطالبت “بجهود أكبر نحو تلقيح الشعوب برمتها، لنحقّق نوعًا من الأمان”.
وإعتبرت أنّ “ما حُكي عنه من مناعة القطيع كوسيلة دفاع ضد جائحة كورونا لم يُحقق الهدف،
لأنّ هذا الفيروس لديه القدرة على الإصابة والعدوى رغم وجود إصابة سابقة
وهي تختلف عن سابقاتها من الفيروسات والجائحات وهي لا تعطي مناعة مستدامة إن من الإصابة أو من اللقاح”،
وكشفت أنّ “الجرعة الثالثة لم تثبت شيئًا مهمًّا على المناعة بشكل عام أو حمت من العدوى أو الإصابة ممّا يدعونا الى المطالبة بتلقيح الاشخاص
الذين لم يتلقوا أي جرعة حتى الآن بدل من صرف اللقاح على الأشخاص الذين تلقوا جرعتَين، من أجل حماية كاملة للمجتمعات
ونحدّ بالتالي من ظهور متحورات جديدة للفيروس”.
وإعتبرت أنّ “فتح المدارس سيكون سببًا إضافيًا للإنتشار أكثر لأنّ الأطفال لا يُصابون بأعراض شديدة
إلّا أنهم سيكونون السبب بنشر الفيروس ضمن البيت والمدرسة بين الكبار ممّا يُقحمنا في دوامة مغلقة ويمكن أن نشهد زيادة كبيرة بأعداد المصابين”.
ورأت “ضرورة تحضير الأرضية المناسبة لعودة الطلاب إلى المدارس والسيطرة على الإكتظاظ، وتقليص ساعات التدريس والأنشطة اللاصفية
وإتخاذ الاجراءات الوقائية حتى لا نصل إلى ما نخشاه”، وحثّت على “ضرورة تلقيح الطلاب ما بين 12 و18 سنة منعًا لحركة الفيروس الحرة بين الطلاب”.
أمّا بالنسبة للحديث عن سلبيّات اللقاح على المدى البعيد، تقول:
“لا أحد يستطيع التنبؤ لأن الأمور تخضع للدراسات ونتائجها، والمراقبة على المدى البعيد
ويجب مرور سنوات حتى نستطيع أن نستنتج إذا كانت لهذه اللقاحات إرتدادات سلبية”،
لكن الدكتورة شمس الدين لا تخفي من أن “اللقاحات قد تُسبّب وفق المراقبة
تجلطات ووفيّات ومضاعفات للجهاز العصبي لكن بأعداد قليلة ومقبولة جداً ونادرة”،
وتمنّت أنْ “يحدث تطوّر أكبر في اللقاحات لمنع العدوى للأشخاص الملقحين”.
ليبانون ديبايت