بري متخوّف… ماذا يحصل؟

جوزفين ديب- اساس

عندما يُسأل المقرّبون من رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن موقفه من كلّ ما يدور حول عزوف الرئيس سعد الحريري وتيّاره عن خوض الانتخابات النيابية، يذكِّرون بحديث سابق لبرّي قبل أسابيع عبّر فيه عن تخوّفه من تكرار تجربة العام 1992 عندما قرّر المسيحيّون مقاطعة الانتخابات النيابية، وكان لذلك أثر سلبيّ على الحياة السياسية اللبنانية.

اليوم ومع عودة الحريري لإعلان قراره الأخير، تعود مخاوف برّي هذه. لا يعني هذا أنّ الساحة السنّيّة لا تنوُّع فيها، بل على العكس فقد تكون هذه الساحة من الأكثر تنوّعاً إلى جانب الساحة المسيحية، إلا أنّ غياب تيار المستقبل عن الساحة السنّيّة، على اعتباره الأكثر تمثيلاً في الطائفة كما أشارت الاستطلاعات الأخيرة، سيكون له أثر سلبي على التوازن الوطني الذي يحرص برّي على المحافظة عليه، كما يقول المقرّبون منه.

عند عودته اتّصل الحريري برئيس مجلس النواب، واقتصر الكلام بينهما على السلام، وطلب برّي من الحريري استكمال جولته على الجميع قبل زيارة عين التينة. وفي المعلومات أنّ زيارة الحريري لعين التينة ستحصل في الأربع والعشرين ساعة المقبلة في الحدّ الأقصى، أي قبل إعلان الحريري موقفه النهائي بعد اجتماعٍ عقده مع أعضاء كتلته والمكتب السياسي في بيت الوسط.

ووفق مقرّبين من عين التينة، سيعبّر برّي عن موقفه هذا للحريري، فهو الذي سبق أن حذّر، إلى جانب رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من غياب الحريري انتخابياً الذي زاره أمس في بيت الوسط. فما يزيد من تخوّف برّي وجنبلاط هو إعلان الرئيس تمام سلام عزوفه عن الترشّح، والكلام الذي يكاد يكون معلناً، والذي ينقله زوّار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عنه، وفيه أنّ الأخير قرّر أيضاً العزوف عن خوض الاستحقاق، وكذلك وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق.


فعلى الرغم من الاستطلاعات التي أشارت إلى إمكانية أن يكون برّي من المستفيدين في الساحة الانتخابية من غياب الحريري في بعض المناطق عبر ملء بعض الفراغات، غير أنّ رئيس مجلس النواب له حسابات أخرى في السياسة. فهو الذي طالما شكّل مع الحريري وجنبلاط مثلّثاً تجمعه عناوين سياسية أبعد من المصلحة الانتخابية الصرف. يدرك برّي أنّه لن يستطيع أن يغيّر في موقف الحريري الذي يُقال إنّه سبق أن اتّخذه بالفعل. لكنّ ذلك لن يمنعه من محاولة إيجاد المخارج والحلول والتعبير عن قلقه من غياب التيار الأكثر تمثيلاً على الساحة السنّيّة في اللقاء الذي سيجمع الرجلين.

هل يؤدّي قرار الحريري إلى أن تقاطع الانتخابات غالبيّةُ الشخصيات السنّيّة التي تحظى بعباءة دار الفتوى؟ سؤال مقلق تُنتظر الإجابة عليه في المرحلة المقبلة مع مخاوف من تبدّل المشهد السياسي وتغيّر خريطة مجلس النواب التي اعتاد برّي عليها طوال السنوات الماضية مع إدراكه للمتغيّرات التي قد تطرأ عليها، لكن ليس بشكل يهدّد التوازن العام.

مساء أمس اكتمل عقد نادي رؤساء الحكومات على مائدة العشاء في منزل الرئيس سعد الحريري. وطرح الرئيس فؤاد السنيورة على عادته “طربشة” النادي للوائح السنيّة في كل لبنان.


لم ترشح معلومات عن نتائج الاجتماع – العشاء مع العلم أنّ النادي سيُختصر بالسنيورة فقط بغياب الحريري عن البلد، واعتكاف سلام وانشغال ميقاتي بإنفاذ خطة التعافي على حساب اللبنانيين.

جوزفين ديب- اساس

Exit mobile version