المصدر: لبنان 24
عند رؤية مراهق -من عائلة تنتمي للطبقة المتوسطة- يحمل كميةً من الدولارات في لبنان أو يسافر شهريًّا، بظلّ الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة، فهذا أمر مثير للاستغراب! لكن بالنظر إلى خلفيات هذه الأموال ومصادرها، تكتشف أن هذا المراهق يملك حسابًا فعّالًا على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدّم محتوى خاصًّا به.
فبعد انتشار وباء “كورونا” في العالم ولبنان، والتزام الناس منازلها، بدا واضحًا الإقبال الكبير على تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، للتسلية وتمضية الوقت. لكن ما لبث أن تحوّل هذا الأمر إلى عمل فعلي للكثير من الأشخاص، الذين باتوا يحصلون من خلاله على مردود مادّيّ.
ولفت المستشار والخبير في التحوّل الرقمي وأمن المعلومات، رولان أبي نجم، لـ”لبنان 24″، إلى أن “لجوء اللبنانيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بظلّ الأزمة في البلاد، ليس بالأمر الخاطئ”، مشيرًا الى أن “بعض المواقع الأساسية كـ”يوتيوب”، “فايسبوك”، “تيك توك” وغيرها، تخوض منافسة في ما بينها، من أجل جذب أكبر عدد من صنّاع المتحوى، الذين يجذبون بدورهم متابعين أكثر للموقع”.
وصانع المحتوى هو الشخص الذي يعمل على إنتاج محتوى بالكتابة، الصورة والفيديو، يتناول مواضيع معينة، ويحمل إفادة ما للمتابع.
لكن بالحقيقة ليس هذا ما نراه دائمًا، إذ ينقسم اللبنانيون اليوم، بين صنّاع محتوى ذكي ومفيد، وصناع محتوى “طقش وفقش”، ورغم ذلك يحصل هؤلاء الأخيرون على نسبة كبيرة من المشاهدات، ما يعود لهم بالمردود المالي، الذي يتفاوت بين شخص وآخر.
أسهل موقع لجني المال
لطالما كان “يوتيوب” الموقع الأشهر، الذي يمكن من خلاله الحصول على المال، وفق أبي نجم، الذي يكشف أن “تيك يوك” دخل على الخطّ مؤخرًا، لأن شروطه أسهل على صانع المحتوى”.
نذكر هنا أن “تيك توك” حلّ في المرتبة الأولى بين المواقع العالمية الأكثر زيارة خلال عام 2021، ويتوقع خبراء أن يتربع “تيك توك” على عرش مواقع التواصل في السنوات القليلة المقبلة.ولا يضع هذا التطبيق الصيني الكثير من القيود على صاحب الحساب، كما أنه يتميز بسهولة الاستخدام.
ورغم بلوغ “تيك توك” هذا الاقبال، لا يزال “يوتيوب” يستقطب عددًا كبيرًا من صناع المحتوى، علمًا أنه يتطلب محتوى أكبر وأصعب، لناحية المدة، الجهد، التصوير والإنتاج.
مواقع ذات ثقة
ظهرت مؤخرًا، مواقع كثيرة توهم المتابع أنه يمكنه الحصول على الدولارات من خلال متابعتها أو تنفيذ شروطها البسيطة، إلا أن هذا الأمر يصل بالنهاية إلى طريق مسدود، ولا يكسب الشخص أي “قرش”. فكيف يمكن التمييز بين الموقع الموثوق والكاذب؟
هنا، يوضح أبي نجم أن “المواقع الأساسية كـ”يوتيوب” و”تيك توك” وغيرها، هي مواقع اكتسبت ثقة. بالمقابل، هناك مواقع أخرى تدور حولها علامات استفهام”، وهنا ممكن أن يقع الفرد ضحية هذه المواقع، ليس من خلال إيهامه بحصوله على المال فقط، إنما أيضًا بسبب المحتوى غير اللائق الذي تقدّمه.
ولاكتشاف مدى صدقيّة الموقع المنوي العمل عليه أو تصفّحه، ينصح أبي نجم، بـ”وضع رابطه على موقع يحمل اسم “scam-detector”، الذي سيقدم تفاصيل عن درجة الثقة بالموقع المستخدَم”. ويشدد على “ضرورة الوعي والتنبه للمواقع التي تقوم بالاحتيال والنصب على الناس”، داعيًا إلى “عدم اللجوء إلى الطرق السهلة، التي تتعلق بالتداول، لأنها تنطوي على مخاطر”.
ولا بدّ من الإشارة إلى أن عددا من اللبنانيين استطاعوا إيجاد فرص عمل في أكبر شركات صناعة المحتوى في العالم، بعدما كانوا يعرضون فيديوهات ذات مضمون معين خاص بهم، على صفحاتهم.