محفوض: مقبلون على مشهد دراماتيكي و”دزّينة” عقوبات دولية

“ليبانون ديبايت”

لفت رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض إلى أن “من يقارب كلمة ‏الرئيس سعد الحريري يوم إعلانه الإنسحاب من الحياة السياسية من ‏دون العودة لسنوات طويلة الى الوراء من الحياة السياسية له والمطبّات ‏التي تعرّض لها صعوداً ونزولاً من انعدام التوافق بينه وبين العهد ‏بشخص ميشال عون، لا يمكنه الكلام عن لحظة إنسحاب الحريري من ‏الحياة السياسية من دون العودة لكلّ تلك المحطّات”. ‏

وقال محفوض في حديث لـ”ليبانون ديبايت”: “لا شك في أن الرئيس ‏سعد الحريري مُنِيَ بأكثر من نكسة محليّاً وإقليمياً، هذه أيضا لا يمكن ‏التغاضي عنها. كذلك لا شك في أن قرار الرئيس الحريري بجزء كبير ‏منه يعود الى البيت الداخلي لـ”تيار المستقبل” وتحديداً بيته السياسي، ‏فالصدمة الكبيرة التي لم يكن أحد ينتظرها هو أنه لن يُغطّي أيا كان من ‏الراغبين بالترشّح”. ‏

أضاف: “لكن سادت في الساعات الماضية معلومات بأن قرار الرئيس ‏الحريري والانسحاب ومغادرة لبنان هو نتيجة معطيات بين يديه بأننا ‏مقبلون على مشهد دراماتيكي في الساحة اللبنانية لن يكون له طائل لا ‏على مواجهته ولا على تحمّل تداعياته”، محذّراً من أن “هذه التراجيديا ‏المقبلون عليها قد تطيح بالاستحقاق الدستوري المتمثّل بالانتخابات ‏النيابية”. ‏

وعن توقعاته للمرحلة المقبلة، أشار محفوض الى أن “اللحظة التي أعلن ‏فيها الحريري قراره تزامن مع حضور وزير خارجية الكويت، وكُثر ‏أخطأوا عند توصيف الزيارة بأنها مبادرة، هي لم تكن مبادرة فقد حمل ‏معه طرحاً حاسماً وجازماً، تعليمات ليست كويتية ولا خليجية ولا عربية ‏فقط، إنّما هي تعليمات دولية موثّقة وممهورة وموقّعة أميركياً وأوروبياً ‏وخليجياً”. ‏

وتابع: “الرسائل التي وصلت الى المعنيين في لبنان تشبه اللحظات ما ‏قبل حصول الإجتياح السوري بـ13 تشرين الأول 1990، ماذا يعني هذا ‏الكلام؟ معناه “‏take it or leave it‏”. والجواب جاء بإحدى القرى ‏الجنوبية من خلال الإعتداء على دورية لليونيفيل و”بدعة الأهالي” التي ‏استحدثتها “ميليشيا حزب الله”، معتبراً أن “الحزب حرّك الأهالي تجاه ‏اليونيفيل ليبعث الرسائل باتجاه المعنيين، فهو يعلم أن حضور وزير ‏خارجية الكويت لم يكن لطرح مبادرة إنما لإبلاغ رسالة معينة، وجاء ‏الحزب ليقول أنا لا أسير بها”. ‏

وكشف محفوض لـ”ليبانون ديبايت”، أننا “مقبلون على خطوات ‏تصعيدية خليجية – عربية – دولية تجاه لبنان،

وسوف نرى “دزينات” ‏من الأسامي التي ستكون على لوائح العقوبات خلال الساعات

القادمة رداً ‏على الردّ اللبناني، ونحن نعلم أن الردّ اللبناني هو ردّ “حزب الله” في ‏النهاية،

لأنه للأسف تعليمات الرؤساء الثلاثة لفظية وليست جذريّة لا ‏طائل لديهم ولا يملكون القرار،

ومن يملك القرار هو حاكم جمهورية ‏حزب الله حسن نصرالله”. ‏

ومضى قائلا: “الرئيس الحريري لديه معلومات بأن المرحلة المقبلة هي ‏مرحلة مواجهة،

وأخشى ما أخشاه أن نكون أمام سيناريوهات تشبه أكثر ‏من عين الرمانة”. ‏

وعما إذا كان قرار الحريري نتيجة

ضغط خارجي

رأى محفوض أن ‏الـ”‏Momentum‏” السياسي الذي أعلن فيه الرئيس الحريري قراره ‏ليس وليد لحظته،

وهو نتيجة تراكم عمره سنوات طويلة بدأت من ‏النكسات التي حصلت من

خلال إنعدام الثقة بينه وبين رئيس العهد ميشال ‏عون،

هذا ما يحصل عندما يكون هناك فريق لا يلتزم بالدستور”. ‏

ورداً على سؤال، أجاب محفوض: “المطبخ الإستخباري يقوم دائماً ‏بإحداث

شرخ بين الـ”سين – سين” أي سعد الحريري وسمير جعجع، ‏ولا شك

في أن تقارب الرجلين يُقلق ويزعج “حزب الله” والنظام ‏السوري وتباعدهما يريح شارع الحزب، بل أكثر من ذلك هم

يعتبرون أن ‏التكاملية الاسلامية – المسيحية تُقلق حزب الله، وكلّما حصل

نوع من ‏تباعد مذهبي وطائفي يرتاح الحزب بأن الصراع انتقل من سني – شيعي ‏الى مسيحي سنّي”. ‏

وطمأن محفوض عبر “ليبانون ديبايت” الى أن “هناك وعي وتعليمات ‏واضحة

وصارمة بأن أحداً لن ينزلق الى مثل هذا الصراع نهائياً، لن ‏يكون هناك تجاذب

أو مواجهة بين الشارعين، غيمة صيف وتمرّ وخلال ‏أيام تطوى هذه الصفحة بشكل نهائي”. ‏

أما عن تقديره لإمكان عودة الحريري للعمل السياسي، وما إذا كان غيابه ‏مؤقّت؟

قال محفوض: “المؤقّت الطويل الأمد لحين حلّ الأزمات المتشعّبة ‏الأوجه”. ‏

Exit mobile version