لبنان على مشارف “تغيير حقيقي او كيانات متصارعة”

بلغ الانسداد السياسي في لبنان حد الارتطام بالواقع المرير، كل مقومات الدولة وبنية النظام باتت عرضة الانهيار، في حين ينشغل أطراف السلطة بأوهام تتجاوز المشكلات التي باتت جحيما محققا، ثم التفرغ في  ترتيب صيغ لكيفية حكم لبنان في المستقبل.

 
وليد جنبلاط حسم خياره بعدم الاعتكاف  في المرحلة الصعبة ،

لناحية المواجهة السلمية حيث  اطلق سهامه في اطلالته الأخيرة  على حزب الله وفق تعبير

“يطول باله علينا” كمن يشير إلى استعصاء

الحل وضرورة الاستجابة لمتطلبات مصلحة لبنان قبل اي حسابات أخرى،

على أن نصيحته العهد و صهره لم تمر  اقل سخرية “العهد القوى حرق دينا،

و ينبغي على عون ترك الكرسي من أجل كرامته”.
 
زعيم المختارة، بتاريخه الحافل يتقن التعامل مع منطق الاقليات مع الدول العظمى،

ويدرك اكثر من غيره بأن الكيان اللبناني لا يصلح للاستمرار ولا بد من وظيفة جديدة لهذه

النقطة من شرق المتوسط، لذلك يبدي جنبلاط حذرا من انتفاخ الدور اكثر من الحجم السياسي والشعبي،

في سبيل الحفاظ على خصوصية الدروز في مطلق تركيبة جديدة.


التغيير الواسع في  لبنان ودوره ووظيفته  ، لن يمر الا وفق نموذجين، الأول

 يبدو متاحا ومتوافرا ويعتمد النهج الديمقراطي، وقد أشار اليه جنبلاط،

إذ يكمن الرهان  على المشاركة الواسعة في الانتخابات النيابية المقبلة

 وبروز وجوه جديدة تساهم في عملية التغيير من الداخل.


اما النموذج الاخر والذي يثير الرعب حكما ، وتبدو كلفته مرتفعة فيقضي بتفجير الواقع اللبناني

على غرار الدول المحيطة بما يحوي هذا الخيار من خراب و دمار وتهجير، على أن تحسم  

موازين قوى جديدة هوية لبنان المستجدة. ورغم نفي معظم أطراف السلطة

بل وتمسكها بالاستقرار الامني فإن الانقاسامات العميقة ذاهبة نحو الانفجار لا محالة.
 
تبدو المعالجات المطروحة ابشع من  الصورة القاتمة، فالدوران في الحلقة المفرغة

من كيل التهم ورمي المسؤوليات وفق السجع السياسي القائم لا يطعم اللبناني خبزا،

ولا يقيه شر المجاعة اذا ما استمرت الاحوال على هذا المنوال من الانهيارات المتتالية،

فالظروف الضاغطة تستدعي وقف الدلع السياسي القائم بين أطراف اهل السلطة

بينما أصبح مصير لبنان باكمله في مهب الريح
في هذا الإطار، تؤكد معلومات عن تبلغ المسؤولين اللبنانيين  إشارات  

واضحة أقرب إلى التأنيب، تتعلق بضرورة إنقاذ الوضع وتصحيح المسار

قبل الوقوع في المحظور، فمطالب الخليج ليست سوى توطئة

لضغوط دولية قاسية، وما الطرح الأميركي بإقامة مناطق آمنة

الا رأس جبل الجليد لمخطط تقسيم لبنان وشرذمته إلى كيانات شعبية متصارعة.

Exit mobile version