هكذا تفوز بمقعدٍ نيابي ولو نلت صوتاً واحداً!

كتبت صفاء درويش في موقع mtv:

لم تُحصر المفاجآت في انتخابات عام 2018 بأسماء الرابحين والخاسرين من المرشحين، بل تعدّتها إلى عدد الأصوات التي خوّلت بعضهم دخول المجلس النيابي. وبعيدًا عن أن عدد ليس بقليل من النواب دخل ببضع آلاف من الأصوات وهو ما لم يكن يحصل سابقًا، إلّا أن ثلاثة نواب نالوا عضوية المجلس النيابي بما لا يزيد عن بضع مئات من الاصوات، بينما كانت مفاجأة الرابع أثقل ليحصل على مجموع أصوات لا تتخطى مجموع أصوات عريف الصف في مدرسة رسمية!

نال سليم خوري عن المقعد الكاثوليكي في جزين 708 أصوات. انطوان بانو عن مقعد الأقليات في بيروت الأولى نال 539 صوتًا. المرحوم مصطفى الحسيني نال 259 صوتًا وحصل على المقعد الشيعي في جبيل، بينما كانت الأصوات الـ ٧٧ كافية لادي دمرجيان ليفوز عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في زحلة. أرقام كانت صادمة لمن لم يدرس القانون الإنتخابي. كرّست نتائج 2018 في حينه قاعدة أن الحاصل بإمكانه دومًا أن يغلب الصوت التفضيلي، فهل تُعاد الكرّة في استحقاق 2022؟
بالطبع سيتكرّر مشهد وصول نواب بأصوات قليلة. فقاعدة المقاعد الضعيفة مستمرة طالما قانون 2018 مستمر. ما لم يكن بالحسبان عام 2018 لدى الكتل ضمن تركيب اللوائح بات اليوم من الأساسيات، وباتت دراسة مقوّمات المرشحين عاملاً أساسيّاً لئلا يفاجأ أي حزب بخياره لاحقاً في حال فوز صاحب المقعد الضعيف. 
باتت الأحزاب اليوم، ومعها من يشكّل لوائح المجتمع المدني،

وكذلك بعض المستقلين، تؤمن أنه بإمكان مرشح ما أن يربح مقعده

ولو نال صوتًا واحدًا. على سبيل المثال لا الحصر، فلو نال المرشح الدرزي

أو الأورثوذكسي أو السني على لائحة الثنائي الشيعي في دائرة

الجنوب الثالثة صوتًا واحدًا، لكان دخل المجلس النيابي نظرًا

لعدم وصول اللوائح المنافسة إلى الحاصل. 
في مثال آخر، يمكن للمرشح عن المقعد الانجيلي أو الدرزي في بيروت الثانية

أن يستفيد من حاصل لائحته ليمر بأقل عدد من الأصوات،

كون المقاعد الأخرى ستكون محجوزة لمن نال حواصلها وأعطاها النسب الأعلى من الأصوات التفضيلية.
في جزين، وإن لم توجّه أي لائحة من المتنافسين أصواتها التفضيلية

نحو المرشح الكاثوليكي سيتكرر مشهد النائب سليم خوري. مقعد

الأرمن الأورثوذكس في زحلة قد يتكرر في حال لم تحجز اللائحة

التي تضم مرشحاً أرمنيّاً حزبيّاً المقعد الأرمني، فسيناله شبيه لادي دمرجيان. 
المقعد الشيعي في جبيل له قصة أخرى، فتحالف التيار الوطني

الحر مع حزب الله قد يجنّبه لقب “المقعد الضعيف”، وذلك في حال تمكّنت اللائحة من حجز حاصل اضافي أو كسر أعلى،

بعد حجز مقعدين مارونيين في كسروان وجبيل. 
مقعد الأقليات في بيروت الأولى يرجّح بقاءه ضمن المقاعد الضعيفة،

وقد ينضم إليه أحد مقاعد الأرمن الأورثوذكس في حال لم تحصل اللائحة التي تضم الطاشناق على حاصلين أرمنيين.
المقعد السني الثاني في بعلبك الهرمل سيكون هو الآخر عرضة للإنضمام

إلى المقاعد الضعيفة، في حال شهدت الدائرة مقاطعة سنية بعد انكفاء تيار

المستقبل عن الترشيح، فتنال لائحة القوات حاصلًا واحدًا تحجز خلاله المقعد الماروني،

ليذهب المقعدان السنيان لمرشحي لائحة حزب الله. الأول قد يناله الأحباش

بأصواتهم التفضيلية، بينما سيكون الثاني نتاجًا لمجموع حواصل اللائحة.

هذا الواقع يعني أن المقاعد الأربعة الضعيفة التي فاز نوابها بأصوات

قليلة عام 2018 قد تصبح 6 او 7 أو حتى 8 في مجلس 2022.

Exit mobile version