جاء في وكالة “أخبار اليوم”:
محاولات ضرب الاعمدة المارونية الثلاثة (جيش، قضاء، مصرف لبنان) مستمرة، والسبب واضح انها تشكل خطرا اساسيا على استمرارية المنظومة الحاكمة، التي تنهش بالدولة واوصلتها الى الانهيار والسقوط وطرق ابواب جهنم.
لا مكان للصدف او لتزامن الاحداث عشوائيا في لبنان، بل هناك مراحل مترابطة، يتم اجتيازها واحدة تلو الاخرى
وكانت البداية مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وما تمثل هذه المؤسسة من صدقية محلية وخارجية، حيث ان محاولات الحرق قائمة، من خلال تحريك القضاء ضده، والانطلاق من ملفات فارغة والهدف فقط تشويه السمعة، وضرب صدقية لبنان. ولكن سلامة يقاوم وحيدا، وهو صامد في وجه ما يحاك ضده، ويسعى الى انقاذ ما يمكن انقاذه على مستوى الانهيار المالي والنقدي، بعدما جاهد لسنوات في تثبيت الاستقرار النقدي الذي كان سبباً في بحبوحة اللبنانيين حتى في عزّ الحرب السورية، وقبل ان يسقط رجال المنظومة الهيكل.
وبعد رياض سلامة اتى دور قائد الجيش جوزاف عون، فتدخل امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله شخصياً – بعدما فشلت الحملة التي اطلقتها سابقاً جهات سياسية قريبة من العهد- وتولى الصاق التهم وفبركة الملفات التي يمكن الانطلاق منها من اجل تشويه الصورة والسمعة، “الاتهام العمالة” جاهز لدى الحزب، والتهمة ايضا جاهزة ويمكن التسويق لها: الضباط الاميركيون والسفيرة الاميركية دوروثي شيا “ملزقين” في شكل دائم في اليرزة.
ولكن المستغرب هنا انه في وقت يبدو فيه ان العاصفة ستهب باتجاه المؤسسة العسكرية التي ما زالت صامدة رغم ما نالتها نتيجة الازمة الاقتصادية، ان احدا من الاطراف السياسية اكان في السلطة او خارجها او في المعارضة، لم يستنكر كلام نصر الله ولم ينفه…
وما بين سلامة وعون، استهداف القضاء من خلال التصويب على مجلس القضاء الاعلى ورئيسه سهيل عبود، وخير دليل الشلل الذي اصاب التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت من خلال عرقلة عمل المحقق العدلي طارق البيطار.
عون وسلامة وعبود اعمدة الدولة العميقة والمطلوب القضاء عليهم… فعليها.