“ليبانون ديبايت”
مرحلة جديدة دخلها لبنان عقب قرار الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي وعمل “تيار المستقبل”، إذ بدأت “الكيدية السياسية” وتصفية الحسابات تستعر على الساحة الداخلية، وأولى تباشيرها القرارات التي اتخذتها مدّعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بحق كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومدير عام الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان.
وعن قراءته لهذ التطوّرات أوضح المحلل السياسي على الأمين أنه “حتى لا يبدو الأمر دفاعاً عن سلامة من المفترض أن تسير كل مسارات العدالة من قضية تفجير المرفأ لقضايا أخرى متعلّقة بالفساد وسواها، وربما هذا التطور الأخير بموضوع سلامة ولاحقا اللواء عثمان يُظهر وكأن هناك مساراً إنقلابياً”.
وقال الأمين لـ”ليبانون ديبايت”: “عملياً مطبخ حزب الله ورئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر مطبخ واحد غير منفصل، وبالتالي القرارات التي تؤخذ هناك بعد أساسي منها له علاقة من جهة بمعركة جبران باسيل لرئاسة الجمهورية، ومن الواضح أنه مرشّح حزب الله الأساسي ولن يقبل بسواه وليس لديه خيار غيره، باسيل مشروع حزب الله لأنه من “الأب الى الصهر” أثبتا قدرة عالية على أن يكونا أداة طيّعة بيد حزب الله ولا يمكن لأحد توفير هذا الأمر”.
وذكّر بأنه “عندما ترشّح ميشال عون كان هناك عشرات المواقف التي تقول لا يمكن أن يصل للرئاسة ووصل، ومن أوصل عون يوصل باسيل”، لافتاً الى أن ”هناك معركة تهشيم كل مرشّح لرئاسة الجمهورية (كقائد الجيش)، فسلامة له بُعد آخر، فبالنسبة لسلامة المطلوب أن تتغيّر أدوات التفاوض مع صندوق النقد وأن تكون ممسوكة 100% من هذا المطبخ، إذا حصل تفاوض، لأن حزب الله لا يريد التفاوض ويريد تغيير هوية لبنان والانتقال به الى ضفّة أخرى لها مساراتها، وهي بجزء كبير منها مأساوية على الشعب اللبناني”.
وشدد على أن “هناك محاولة للإمساك بأدوات السلطة”،
معتبراً أن “انكفاء الرئيس سعد الحريري ساعد بشكل أو بآخر بحصول هذا الهجوم،
وما يساعد أكثر هو غياب أي جبهة مقابلة إزاء هذا الهجوم الذي بدأ بقائد الجيش،
حتى بموضوع الحدود والترسيم وتبعه الهجوم على حاكم مصرف لبنان واللواء عثمان،
ولم نرى ما يوحي بوجود جبهة مقابلة في مواجهة هذا الهجوم لصدّه، لا على
مستوى السلطة إلاّ بحدود ما. كما أن رئيس الحكومة لا يعرقل ما يريده حزب الله
وإلاّ لما أتى به لرئاسة الحكومة، وقد يحاول الحفاظ على حيّز ما لكن بما لا يضرّ الحزب”.
ورأى أن هناك “نزعة وهجمة لها أبعاد متعددة، ومزيد من الإمساك
بأدوات السلطة التي كان يهيمن عليها حزب الله،
هو يريد الآن تغيير أدواتها ويُحضّر المشهد لانتخابات الرئاسة،
والتحضير لمعركة وصول جبران باسيل الى رئاسة الجمهورية ولن يتنازل عنه”،
جازماً بأن “باسيل هو مرشّح حزب الله”.
وشرح الأمين أن “الحزب يتحالف مع التيار الوطني (عون أو باسيل)
وهو بحاجة الى قوّة مسيحية ولو تراجعت، لكن قوّة لها شرعية
ما وستستمر وخبِرها وجرّبها، ولا ولاء لها لغير “حزب الله”، إذ أثبت ولاءه له من العام 2006 لغاية اليوم”.
وعما إذا كان هناك إستهداف للرموز الحريرية في السلطة، أجاب:
“هناك قرار إستراتيجي بضرب الحريرية السياسية، وليس قراراً تكتيكياً
وتم القضاء على جزء كبير منها، على فاعليتها ونفوذها ودورها،
وسيستكمل على كل ما تبقّى من الحريرية السياسية. قد ينجح في يوم من الأيام وليس بالضرورة اليوم،
فهو يُصدّع هذه المواقع بشكل أن يصبح تغييرها سهلا وطبيعياً مع الأيام،
والأهم تحضير المشهد للإمساك أكثر فأكثر بالسلطة”.
ورأى أنه “بالمعطى الذي يُمارس من خلال السلوك الذي نراه
واضح أن لا وجود لأي رؤية إنقاذية أو تغيير أو إصلاح أو محاسبة فاسدين، لأن على من يريد محاسبة الفاسدين ليفتح الملفات”.
ورداً على سؤال، اعتبر الأمين أن “هناك مساراً تدميرياً، استكمالاً لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري،
ويمكن القول إننا أمام تغيير وتدمير لبنان لصالح نماذج الخراب وخلق بلد منكوب ضعيف”.