كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
بعيداً عن أفلام السياسيّين في لبنان التي لم تتوقّف يوماً ولا يبدو أنها ستعرفُ نهاية سعيدة في القريب العاجل، تلقّى قطاع السينما في لبنان ضربتين قاضيتين في السنوات الماضية، فأُغلقت أبواب الصالات الى أجلٍ غير مُسمّى، وغابت الزحمة أمام شباك التذاكر، وذلك بعدما قُطعت للبنانيّين تذاكر من نوعٍ آخر الى مكان حيث السينما وأخواتها من الكماليّات…
إستطاع فيروس “كورونا” والازمة الاقتصادية،
فيلما الرّعب الاشهر أن يُنسيا اللبنانيّين السينما وسحرها لبرهة من الزّمن، ولكن مع انحسار الفيروس
التاجي وتلقّي معظم اللبنانيّين اللقاح، تشجّع أصحاب دور السينما في لبنان
على فتح صالاتهم من جديد بالرّغم من التحدّيات الجمّة التي تواجههم، وعادت الحياة
الى أكثر من 90 في المئة من الدور… فما هو واقع هذا القطاع اليوم؟ وكيف أصبحت الاسعار؟
موقع mtv عاين لوائح الاسعار المُحدّثة في الصالات مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة،
وتبيّن أنّ معدل سعر التذكرة للكبار أصبح 100 ألف ليرة، وللصّغار دون الـ12 سنة 85 ألف ليرة،
أمّا بالنسبة للتذاكر في صالات الـVIP فقد أصبحت 150 ألف ليرة.
وفي لمحةٍ على سعر الفُشار، وهو من المأكولات الاشهر في العالم خلال مشاهدة الافلام،
أصبح سعر العلبة الصغيرة 40 ألف ليرة، والمتوسّطة الحجم 50 ألف ليرة، أما العلبة الكبيرة فسعرها 55 ألف ليرة.
وفي هذا السياق، تؤكّد مديرة التسويق والاعلان في “غراند سينيما”
كارلي رميا حبيس
لموقع mtv أنّ “المشاكل التي واجهت هذا القطاع عديدة، إلاّ أنّنا أصرّينا على فتح صالاتنا
من جديد أمام الناس، والمفاجأة تكمن في الاقبال الكبير على السينما وبعض الافلام خصوصاً اللبنانيّة منها
التي تُحقّق أرقاماً قياسية”، لافتة الى أنّ “كل ما يُعرض في الصالات يكون تزامناً مع الخارج،
أي إنّ الافلام المعروضة هي حديثة، ولا يُعاد عرض الأفلام القديمة رغم فترة التوقّف”.
وردّاً على سؤالٍ حول الاجراءات المُتّبعة للوقاية من “كورونا”، تُجيب
“صالات السينما هي مكانٌ آمن بشكل كبير، إذ إننا نُشدّد على تطبيق الارشادات الوقائيّة
من الفيروس خصوصاً لجهة التعقيم ووضع الكمامة والتباعد”،
موضحة، بالنسبة للأسعار الجديدة، أنّ “كلّ شيء تغيّر منذ 3 سنوات حتّى اليوم،
فالايجارات مثلاً أصبحت مُرتفة جدّاً فضلا عن باقي المصاريف، لذا، فمن الطبيعي
أن ترتفع أسعار التذاكر، ولكنّها تبقى أقلّ من سعر وجبة طعام في مطعم”.
في وطنٍ بات فيه العيش برمّته مهدّداً، تُعتبر قيامة بعض القطاعات من الموت
السريري أشبه بأعجوبة ولو أنّ دورة الحياة لم تعُد الى طبيعتها بعد، ولكنّ اللبنانيّين الذين يُحاولون التأقلم
مع الواقع الجديد الذي فُرض عليهم، عادوا الى ممارسة عاداتهم ونشاطاتهم بحذرٍ، والسينما على رأسها،
ربّما لكي ينسوا لبعض الوقت ريثما يجلسون في الصلات الصغيرة، ما يُحاك لهم في سجنهم الكبير…