امبراطوريّة “داعش” بانتظارنا

لماذا عوقب آدم بالنزول على هذه الأرض

بالذات؟ ولماذا قتل قايين هابيل على هذه الأرض

بالذات؟ ولماذا بعث كل الأنبياء الى هذه الأرض

بالذات، لم يجيبوا على أسئلتنا ؟ لا نتصور انهم

كانوا يتوقعون ان يتركوا وراءهم تلك السلسلة

الأبدية من الوثنيات، والكراهيات، والوعود التي بيدو ألاّ أثر لها .

ad
ثم نسأل كيف نشأ تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)،

بثقافة تورا بورا وبلحى تورا بورا وبسواطير تورا

بورا، كما لو أن هؤلاء الذئأب لم يترعرعوا بين

العباءات، وفي الزوايا، وبين أسنان الفقهاء

(وفتاويهم)، ناهيك عن وزارات الأوقاف هنا وهناك وهنالك.

فريديريك أنغلز، شريك كارل ماركس في كتابة

“رأس المال”، قال “آن الأوان لكي ندرك أن الله

قال لنا تدبروا أموركم بأنفسكم …”، والدليل أن

كل الوصفات الالهية التي يتولى الكهنة تسويقها

لم تكرس العدالة ولم توقف مسلسل

الصراعات الدموية من أجل القهر والسيطرة …

سئلنا لماذ التركيز على الاسلام (اللااسلام) فقط؟

وأين المسيحية في الديار المسيحية؟

على مدى قرون لم تتوقف الحروب الميتولوجية

في القارة العجوز. وها أن الأميركيين الذين

يعتبرون أنفسهم حملة الصليب (أبراهام

لنكولن) يحفرون في عظام الأمم الأخرى.

جيمس مونرو، وفي المبدأ الشهير (1823 )،

قال بـ “اغلاق أبوابنا أمام الغباء البربري

للتاريخ”، ليصنع الأميركيون ذلك التاريخ

الآخر الذي بدأ بهيروشيما ولم يتوقف عند

فلسطين. ونحن نقرع الطبول لشيوخ القبائل،

ولشيوخ الطوائف، اذ نأكل لحم بعضنا البعض،

ألا نلاحظ أننا ندار، أوركسترالياً، أو عشوائياً،

من المايسترو الأميركي.


من سنوات قال لنا الأنكليزي ديفيد هيرست،

وكنا نكتب في صحيفة واحدة، “يحق لكم أن

تتهمونا، كانكليز، بصناعة هذا الجحيم في

الشرق الأوسط؟ هل تتصورون أنكم، من

دوننا، كنتم ستصنعون منه الفردوس ؟” .

“داعش” حيناً في الضوء، وحيناً في الظل

. من أودية أفغانستان، الى بيادي العراق

ومدن الأطراف في سوريا. لن نسأل

وماذا يفعل الأميركيون اذا كانوا يبررون

بقاءهم في البلدين بالقتال ضد التنظيم،

بل نسأل الا يوجد هؤلاء الذئاب في كل

تفاصيلنا، وفي كل صلواتنا، وفي كل

خطبنا (اللهم شتت اليهود والنصارى)؟

المسلمون هم الذين يتشتتون.

اليمن مثالاً. لمصلحة من تتناثر، وتتكدس،

كل تلك الجثث؟ ربما كان البعد االتراجيدي في

كون كل طرف (وله من يصفق له، ويملأ

الشاشات بالتحليلات الببغائية اياها)، يتحدث

عن الانتصارات التي تحدث على الأرض.

الانتصار على من؟ انتصار الجثث على الجثث !!

هل سواطير “داعش” أشد هولاً من قنابل

القاذفات التي تلاحق حتى مواكب الموتى،

وهل تكشيرة أولئك البرابرة أشد هولاً من

الصواريخ الباليستية والمسيّرات، مئات

ملايين دولارات تذهب لصناعة النيران،

والدماء؟ ماذا لو استخدمت في بناء

المدارس، والجامعات، والمستشفيات،

والمصانع بدل أن تستخدم في اقامة

الثكنات، وفي تشييد المساجد والى جانبها المقابر؟

لا ندري الى اين يمكن أن يصل أفرقاء

الصراع الذين، بالهيستيريا الجيوسياسية،

والجيوستراتيجية، لا يدرون أنهم انما يدورون

في حلقة مفرغة. الحلقة الجهنمية التي لا تفضي

الى مكان. هذا هو ذاك الطراز من

المسلمين الذين، برقصة الدراويش على ضفاف

الغيب، يعملون للعبة الأمم. كل ذلك الدم،

كل ذلك المال، يذهب الى لعبة الأمم.

الفيلسوف الفرنسي ادغار موران الذي تجاوز

المئة من أكثر من عام، لاحظ أن أنصاف الالهة

بالهياكل الزجاجية، في الشرق الأوسط، يعملون

لحساب الآلهة بالهياكل الرخامية. رأى بتجرته

الطويلة والمريرة مع عذابات المنطقة، آدم

وهو يقف عارياً في ذلك العراء . ” لهذا

عوقب بالنزول في هذه المنطقة

ليرى أبناءه وهم يتساقطون جثثاً بين يديه” .

هنا الخطيئة الأصلية وليس هناك. من

يغسلها اذاً؟ موران توقع “أن تتراكم

جثثنا في نهر النسيان”، هو أحد الأنهر

الخمسة في الأساطير الأغريقية،

حيث لا عبور من الموت الى الحياة.

كلنا من “داعش” والى “داعش” راجعون …

للمزيد من الأخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/

Exit mobile version