هل سمعت سابقاً بقبو سفالبارد أو بـ”خزنة القيامة” أو بـ”خزنة نهاية العالم”؟
هذا المكان هو أهمّ موقع عالمي، إستُحدث رسميا في شباط 2008، في جزيرة “سيتسبيرغن”
التي تفصل النرويج عن القطب الشمالي.
ويحتوي القبو على أكثر من نحو مليون عينة بذور منفصلة من المحاصيل الزراعية مثل الفول والأرز والقمح،
جمعت من 89 بنكاً للبذور من حول العالم، تحسبا لأسوأ الكوارث على غرار الحرب النووية أو الأوبئة.
والمكان محصن ضد الهزات والكوارث الطبيعية والنووية والفيضانات.
أبواب هذا القبو نادراً ما تفتح ليتجنب “بنك البذور” التعرّض للعالم الخارجي،
ولدخول البكتيريا وإفساد ما بداخله. والأسبوع الماضي، إنتشر خبر حول فتح خزنة “سفالبارد”،
أبوابها، لاستقبال عينات جديدة من السودان ولبنان وأوغندا ونيوزلندا. فما حقيقة هذا الأمر؟
ليست من قبل لبنان
علم “لبنان 24” أن العينات المذكورة ليست مرسلة من قبل لبنان أو بإسمه،
بل من قبل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة – إيكاردا، الموجود في منطقة تربل بالبقاع.
وايكاردا كان مركزه في حلب، لكن بعد الحرب السورية، انتقل الى لبنان في العام 2012.
ويجمع عينات من منطقة الشرق الادنى
حقّ حصري للبنان
تستفيد الدول من تخزين بذور نباتاتها في “خزنة القيامة” لحين الحاجة لها عند تعرضها لأي كارثة ما،
وقال المدير العام لمصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام، لـ”لبنان 24″ أن “في 24 شباط 2020، غادر ورئيسة بنك البذور في لبنان جويل بريدي الى سفالبارد، وأودعا 400 نوع من النباتات اللبنانية فيه”.
وأوضح أن “النباتات التي أخذناها هي عبارة عن نباتات برية ممكن ان تؤكل، نباتات معرّضة للانقراض، بالاضافة الى بذور من أصناف مختلفة مثل القمح والشعير التي يتميز فيها لبنان”.
وتابع افرام “وضعنا البذور في نفق سفالبارد في النرويج، لنكون أول بلد عربي يضع بذوراً في هذا النفق”،
مضيفاً “أننا دخلنا الى القبو ووضعنا البذور في علبة خاصة وغلفناها بالعلم اللبناني”، مؤكدا أنه “لا يمكن التصرف بها الا بعد أخذ الاذن منا”.
وأشار الى أن “القبو نادراً ما يفتح بابه، وذلك لتفادي دخول أي بكتيريا او حشرات اليه لأنه كنز عالمي”، لافتا الى “الاهمية الاستراتيجية لوجوده، خاصة في حال وقعت أي كارثة عالمية، بيئية، نووية أو مناخية وأدت الى انقراض الغطاء الاخضر“، موضحاً أن “البذور يمكن أن تُحفظ من 20 الى 100 سنة”.
بنك بذور لبنان
كما في سفالبارد، كذلك في لبنان، حيث يوجد بنك للبذور في تل عمارة البقاعية، يضم أكثر من ألف نوع من النبات اللبنانية. وإفتتح رسمياً في 31 تموز العام 2013 بهدف تأمين بنك جيني قادر على حماية الأنواع المحلية من الانقراض في ظل تحديات التغيّر المناخي.
صحيح أن لبنان لم يرسل هذه المرة بإسمه البذور الى “خزنة القيامة”، لكنه يملك حصّة مهمة جداً فيها، بظلّ جهود داخلية لحماية الامن الغذائي والبيئي.
المصدر: لبنان 24