كان تدشين مشروع حركة «سوا للبنان» يطمح إلى «رعاية» الانتقال الجماعي للسنة من تحت سقف سعد الحريري إلى خيمة شقيقه بهاء. استغل الوريث المفترض ظروفاً طارئة، وربما محسوبة، ساعدت في تكوين صورته السياسية بنسختها الحالية، وأحالت إلى الظن بأنها تأتي وفق توقيت زمني مضبوط لتعبيد الطريق أمامه. ما جعل من هذا الظن شبه واقعي توالي الأحداث دفعة واحدة في المشهد السياسي السني.
فبعد الغرق في حملات إعلامية وافتتاح مكاتب لم تفلح في استقطاب شرائح شعبية، ساد الاعتقاد، لأسابيع، بأن بهاء سيحضر شخصياً إلى بيروت للمشاركة في اختيار مرشحيه. غير أنه لم يُسجّل في وزارة الداخلية أي ترشيح رسمي لأي مسؤول أو عضو في “سوا”. واكتفت الحركة بالبحث عن حلفاء تعاونهم فقط بإحصاءات انتخابية، أو بدعم “ماكينات انتخابية”.
مصدر في “سوا” ينفي انكفاءها السياسي حاصراً إياه بـ”الانكفاء عن الترشيح، من دون التخلي عن استنهاض الهيئات الناخبة، لأن التحدي الأساس اليوم هو حال الإحباط التي يُعاني منها الشعب اللبناني”.
أما مصادر الحركة فتؤكد أن “استراتيجيتها طويلة الأمد ليست الانتخابات سوى محطة فيها”، من دون نفي أن مقاربتها للأمور تبدلت. ومن الواضح أن الأسباب التي أملت الانصراف إلى ما هو أبعد من الانتخابات ليست محض سياسية وإنما تنظيمية أيضاً، بعدما ثبت عجز الحركة عن تكريس نفسها كحالة جماهيرية، فضلاً عن البرودة التي وسمت تعاطي الأطراف السياسية معها، ما دفعها إلى إرجاء مشاريعها إلى 2026، موعد الاستحقاق النيابي المقبل!