أخيرًا، يبدو أنّ “الفتور” الذي أصاب العلاقات اللبنانية الخليجية خلال الأشهر القليلة الماضية، يقترب من “نهايته”، على وقع بيانات “الترحيب” التي توالت بعد “التعهّدات” التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في أعقاب اتصال مطوّل جمعه بوزير الخارجية الكويتي، حول الإجراءات التي قام ويقوم بها لبنان لإعادة العلاقات إلى طبيعتها، بل إلى سابق عهدها، وتبديد كلّ “الهواجس” التي اعترت العلاقة في مرحلة معينة
ومع أنّ البعض رأى في بيان الرئيس ميقاتي الذي فتح باب “الحلّ”، تكرارًا لما دأب على التأكيد عليه، منذ “انفجار” الأزمة بين لبنان ودول الخليج، فإنّ العارفين يؤكدون أنّ “أهميته” الجوهريّة تكمن في أنّه شكّل جزءًا من “حراك” أوسع لم يتوقف مع المبادرة الكويتية والرد الرسمي عليه، لكنّه بقي خلف الكواليس وبعيدًا عن الأضواء، وهو ما أسهم في نجاحه ربما.
لكن، بعد أن تحقّق “الخرق”، في ظلّ حديث عن “ترجمة” قريبة للكلام الإيجابي، من خلال عودة مرتقبة لدول الخليج إلى لبنان، بعدما قلّصت حضورها الدبلوماسي في بيروت إلى حدوده الدنيا في الأشهر الأخيرة، ثمّة من يسأل عن موقف “حزب الله”، المتهَم بأنّه من وضع “الألغام” على خط العلاقات مع دول الخليج، وما إذا كان “سيتلقّف” عمليًا الموقف الخليجي المتغيّر، وبالتالي سيخفّض “اللهجة”، على أبواب الانتخابات النيابية.
“حزب الله” مع علاقات “أخوية”
يقول العارفون بأدبيّات الحزب إنّ الأخير لم يكن يومًا، حتى في أوج الأزمة، مع علاقات “متوترة” بين
لبنان ودول الخليج، حتى إنّه “تعمّد” في مرحلة “انفجار” العلاقات، أن “يهدئ اللعب” إن جاز التعبير، تفاديًا لشعور أيّ فريق بـ”الاستفزاز”، وثمّة من يعتقد أيضًا أنّه لعب دورًا جوهريًا في إقناع الوزير جورج قرداحي، الذي أثارت تصريحاته الشهيرة “عاصفة” من ردود الفعل في الخليج، بالاستقالة، ولو حرص على “مراعاته” في الإعلام.
ويشير هؤلاء العارفون إلى أنّ “حزب الله”، ولو يحرص أيضًا على “مراعاة” بعض من يصنّفهم في خانة “الحلفاء” من المعارضين الخليجيّين، يدرك أنّ مصلحة لبنان تبقى في الحفاظ على علاقات “أخوية ومتينة” مع دول مجلس التعاون الخليجي، وقد اختبر بأمّ العين مساوئ وأضرار “الانكفاء” الخليجي عن لبنان، والذي قد يكون الحزب من أكبر “الخاسرين” إذا ما حصل، خصوصًا إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة على الأرض.
من هنا، يُعتقَد أنّ “حزب الله” سيتلقّف بإيجابيّة العودة الخليجية إلى لبنان، علمًا أنّ هناك من يجزم بأنّ حراك رئيس الحكومة على هذا الخط، كان بالتنسيق مع “الحزب”، الذي أبدى كلّ الجاهزية لـ”تسهيل” المهمّة على الرجل، علمًا أنّه أظهر “حسن نيّة” في الآونة الأخيرة، من خلال عدم “التصعيد”، على الرغم من كسر الحكومة بعض ما كانت تُعتبَر “خطوطًا حمراء”، وإن حرص أيضًا لاعتبارات مبدئيّة، على “مساندة” الحلفاء والأصدقاء.
مقاربة مختلفة
لا يعني ما سبق أنّ “حزب الله” سينتقل من ضفّة إلى أخرى، أو أنّه سيتحوّل بين ليلة وضحاها إلى “مناصر” لبعض الأنظمة الخليجية التي يعلن معارضتها، لكنّه على الأقلّ سيحرص على عدم رفع السقف إلى الحدّ الأقصى، ضمن مقاربة مختلفة يقول البعض إنّه بدأ اعتمادها، تقوم على “تكتيك” واقعي مفاده أنّ