“ليبانون ديبايت”
إذا كانت الصورة السياسية العامة غداة الإعلان عن اللوائح الإنتخابية، مشوبة بالضبابية لجهة الشخصيات المتنافسة في السباق إلى البرلمان، فإن ما هو ثابت فيها، أن المرشحين وبشكلٍ خاص السنّة وفي كل اللوائح من دون استثناء في العاصمة أو في المناطق، لم يمروّا في “الغربال” السنّي الذي كان تمرّ عبره كلّ الترشيحات في كل الدورات الإنتخابية السابقة، وذلك بدلالة الخلافات والإنقسامات وصولاً إلى الحرتقة الواضحة داخل الفريق الواحد، وكأن الحسابات الإنتخابية والسياسية، باتت تتقدّم على غيرها من الحسابات والإعتبارات.
والسؤال الأبرز اليوم يبقى يدور حول ما إذا كانت اللوائح والشخصيات تحمل مواصفات المرشّح السنّي القادر على استهاض الشارع والقواعد الشعبية وتأمين نسبة مشاركة في الإنتخابات المقبلة، ويجيب عليه المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة “اللواء” صلاح سلام، كاشفاً لـ “ليبانون ديبابتط، أن “قلّةً من المرشحين تتأمّن فيها المواصفات المطلوبة لإحداث التغيير السياسي المنشود وتمثيل الطائفة، وإن كان ما من جهة تستطيع احتكار تمثيلها أو حتى تمثيل أهالي بيروت”، ومشيراً إلى أن “المواجهة الأكبر ستكون في العاصمة بين أهل الصف الواحد”.
ولا يُخفي سلام أن “تمثيل العاصمة قد يكون في خطر اليوم وفي ضوء التنازع على المقاعد النيابية وسط حالٍ من الشرذمة “الفاضحة” للفريق السيادي، وذلك بنتيجة واقع الإرباك الذي ساد بعد القرار الصادم للرئيس سعد الحريري، وهو الزعيم الأقوى في الطائفة، بمقاطعة الإنتخابات النيابية وعزوف كل نواب وقيادات تيار “المستقبل” عن الترشّح”.
وحذّر من “الذين وصفهم بـ “المتسللين” إلى بيروت من خلال اللوائح الإنتخابية المتعددة،
والذين لا ينتمون إلى الخطّ السيادي للطائفة السنّية، خصوصاً وأن السنّة هي طائفة الإعتدال
والحوار والإنفتاح على الآخر. وانتقد الأطراف التي تتعاطى مع هذا الإستحقاق بكيدية،
والتي تعمل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لتعزيز إحتمالات فوز لوائح الثنائي الشيعي بالدرجة الأولى”.
وإذ شدّد على أن “لعاصمة هي لكلّ الناس وقلبها مفتوح للجميع ولكلّ اللبنانيين،
لاحظ سلام وجود تخبّط في صفوف فريق السياديين، وقد منع توحّدهم في لائحة
واحدة وذلك لأسباب شخصية وانتخابية ثانوية، وهو ما أدى إلى شرذمة قوى الإعتدال
والحوار والعروبة والإنفتاح وبالتالي باتت المنافسة على الصوت نفسه والناخب نفسه
ما بين مرشّحي هذا الفريق، وذلك لمصلحة مستفيدٍ واحد هو الثنائي”.
وإنتقد بالتالي “اجتهادات البعض داخل فريق الرئيس الحريري في العاصمة،
وتعاطيهم مع الإستحقاق باليوميات من دون الأخذ في الحساب للنتائج
التي قد تترتّب عن هذا الأمر وإلى أين ستصل الأمور في نهاية المطاف
بعد 15 أيار المقبل. وأعرب عن أسفه لأن ما من فريق يعمل من أجل
المصلحة العامة، ولعدم قدرة القوى السيادية وفريق 14 آذار على
الحفاظ على وحدة الصف”، معتبراً أننا “نحصد اليوم انهيار فريق 14 آذار”.