رغم المبالغ الضخمة التي أنفقتها الولايات المتحدة في لبنان، المعلوم منها ما أعلنه مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق ديفيد هيل أمام الكونغرس، في خريف العام 2020،
أن الإدارة الأميركية أنفقت 10 مليار دولار في لبنان،
جزء منها “لمؤسسات المجتمع المدني”، غير أن هذه الإدارة وإلى جانبها الجمع
الذي أعدّته من سياسيين وإعلاميين و”نشطاء المجتمع المدني” وسواهم
لم يفلحوا في تنفيذ المخطط الذي أوجدهم على الساحة اللبنانية،
وأعطاهم حيزًا في الشأن العام، وسخّر لهم الإعلام المأجور في سبيل تحقيقه،
وهو تقويض مشروع مقاومة الإحتلال الإسرائيلي في لبنان، عبر محاولة تشويه صورة المقاومة أمام الرأي العام.
والأهم من ذلك، كان “السعي الدؤوب” للإدارة المذكورة وأدواتها
الى ضرب حلفاء المقاومة اللبنانية، من خلال محاولة زرع الشقاق
في صفوف هؤلاء الحلفاء، وتذكية الخلافات الداخلية بينهم،
وزعزعة ثقة جمهورهم بحليفتهم. ولكن لم يكتب لمخطط ضرب البيئة الحاضنة للمقاومة النجاح،
وذلك بفضل الثقة التي أرستها لدى غالبية اللبنانيين المؤمنين بمشروعها،
الذي عززه أيضًا تماسك حلف المقاومة في لبنان، وفي طليعته التيار الوطني الحر
الذي رفض كل المحاولات الرامية الى عزل المقاومة منذ العام 2005،
غير آبهٍ بالأثمان والنتائج التي ترتبت وتترتب عليه، كإستهداف رئيسه جبران باسيل بالعقوبات الأميركية.
إذً أن حلف المقاومة متماسك ومتين، ويخوض غمار مختلف الإستحقاقات صفًا واحدًا،
وهذا ما يحدث اليوم في إدارة الإنتخابات النيابية في مختلف الدوائر الإنتخابية
على إمتداد الأراضي اللبنانية، ما خلا بروز بعض الشوائب والتباينات التكتيكية
في إدارة المعركة الإنتخابية، خصوصّا في مسألة تركيب اللوائح.
وعادةً تحدث هكذا تباينات عند كل إستحقاق، لحسابات إنتخابية لا أكثر.
وفي هذا الصدد، يتابع حزب الله إتصالاته مع جميع حلفائه لحسن سير إدارة خوض غمار الإنتخابات،
مع الحفاظ على إحترام خصوصية كل حليف، وهامش حركته الإنتخابية، تحديدًا لجهة تأليف القوائم الإنتخابية التي تخضع لحسابات الربح والخسارة، على ألا تخرج عن السياق العام للخط السياسي للحلف، بحسب ما يؤكد مرجع في فريق المقاومة. وينقل أن القيادة السورية حريصة على نجاح حلفائها في لبنان في الإنتخابات المقبلة، ولديها كل الثقة بإدارتهم لهذا الإستحقاق، وفي مقدهم حزب الله وأمنيه العام السيد حسن نصر الله. وهذا ما أكدته القيادة السورية لزوار دمشق اللبنانيين في الآونة الأخيرة، فجددت تأكيد حرصها على تعزيز دور حلفائها اللبنانيين من أحزاب وعائلات وطنية عريقة وحليفة تاريخية لسورية والمقاومة، كعائلات لحود وأرسلان وكرامي وفرنجية، ودائماً بحسب معلومات المرجع.
وفي الوقت عينه، يكشف المرجع أن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، ممتعضة جدًا من أداء المجموعات التي تدور في “فلك عوكر”. وهذا ما عبرّت عنه في إجتماعٍ عقدته معهم مؤخرًا في مقر سفارتها، بعد صدور نتائج الإستطلاعات الأخيرة للنتائج المتوقعة للإنتخابات المرتقبة، التي جاءت مخيّبةً لآمال شيا وإدارتها. فقد أعطت بعض هذه الإحصاءات حصول حزب الله وحلفائه من 71 الى 74 مقعدًا في البرلمان العتيد، رغم كل الدعم المالي التي تلقته “مجموعات عوكر”. وهذا ما يثير القلق من إمكان تطيير هذا الإستحقاق، يختم المرجع.
المصدر: ليبانون فايلز