لا تزال المفاجآت الانتخابية ممكنة في لبنان، وبالرغم من كل التحليلات والتقديرات، لا يمكن حسم اي نتيجة انتخابية قبل الاسبوع الاخير، اذ ان اللغز الاكبر في الاستحقاق هو التصويت السنّي وهذا الامر يمكن تغييره بطرق عدة سياسية وتنظيمية وتمويلية، لكن وبعيدا عن هكذا مفاجآت، يبدو ان حزب الله مرتاح نسبيا على واقعه النيابي.
ارتياح الحزب الانتخابي لا يمنعه من خوض معارك سياسية خلال الاستحقاق، وتحقيق اهداف يستفيد منها في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية في اطار كباشه المستمر مع خصومه الاقليميين والداخليين، لذلك فإن الحزب سيكون عليه تحقيق اهداف سياسية اكثر منها انتخابية بالمعنى الرقمي للكلمة.
يمكن تشخيص اكثر من معركة سياسية سيخوضها الحزب خلال الانتخابات، اولها معركة تثبيت حضوره شيعيا وتكريس شرعيته الشعبية بما لا يقبل الشك، لذلك سيكون امام الحزب معركة نسبة الاقتراع وتحصين نفسه داخل بيئته واظهار ان كل الضغوط والانهيار الاقتصادي لم يؤديا الى خسارة شعبية تذكر في الشارع الشيعي.
بدأ الحزب منذ اسابيع حملة انتخابية واسعة في البيئة الشيعية، وتكاد
ماكيناته لا تهدأ في القرى والمدن، والواضح ان همه الاساسي استعادة
الارقام التي تحققت في الانتخابات السابقة، ولعل شهر رمضان سيكون
مناسبة لتكثيف الخدمات الاجتماعية وتسهيل عملية التواصل مع المواطنين.
المعركة الثانية هي معركة المقعد الشيعي في جبيل، ففي الوقت الذي
تعتبر المعركة شبه محسومة انتخابيا، الا ان المواجهة السياسة التي
فتحت في الدائرة من قبل خصوم الحزب والتي رفعت شعار منعه
من الفوز بالمقعد وان يكون ممثلا في جبيل ستفتح شهية الحزب لتظهير انتصاره بمعناه السياسي.
المعركة الثالثة هي معركة اسقاط النائب انطوان حبشي في دائرة
بعلبك الهرمل ، اذ ان هذه المعركة هي المواجهة المباشرة الوحيدة
مع القوات اللبنانية في الانتخابات، وفي حين ان الحزب لن يذهب إلى تجيير
اصواته التفضيلية للمرشح الماروني، لكنه سيعمل على رفع نسبة التصويت
لجعل وصول القوات الى الحاصل مستحيلا.
معارك سياسية عدة سيخوضها الحزب وهو مرتاح انتخابيا، منها مثلا معركة تعزيز حلفائه المسيحيين، لكن، في المحصلة كل هذه المعارك لن تكون سوى اوراق لمرحلة ما بعد الانتخابات وما قبل الاستحقاق الرئاسي.