“سئل الامام علي بن أبي طالب (ع) عن أحقر الناس، فقال: ” من ازدهرت أحوالهم يوم جاعت أوطانهم”…. ومن يطالع الأزمات التي تتوالى على “وطن النجوم” إنما يدرك أننا نعيش في عصر “أحقر الناس” ممن تولوا زمام لقمة عيش “الشعب المسكين”، في غياب معالجات فعلية من قبل من يفترضون أنهم مسؤولون، إلا من رحم ربي أو “تحنن” على عامة المواطنين بـ”كرتونة” أو “بون” ما باتت تسمن ولا تغني من جوع…
من طوابير المحروقات إلى “اشتباكات السكر والزيت المدعوم”… من طوابير الغاز إلى صفوف انتظار الرغيف “الأبيض”… من نقص الأكسجين إلى فقدان أدوية الأمراض المزمنة وغير المزمنة….من القمح والطحين إلى المعكرونة ومشتقات الحليب و”لهيب” الخضار …. من اللحوم المغشوشة والدجاج الفاسد إلى التبغ المهرب وغيرها…واليوم لوائح “فوربس” عن أغنى أغنياء العرب 2022، ليتصدر لبنان بمجموع مليارات “أغنيائه” المرتبة الثانية بين أغنى الدول العربية وهو يعيش الأزمة النقدية الأكبر في تاريخ البشرية منذ 150 سنة… ضجت شاشات التلفزة ومنصات مواقع التواصل الاجتماعي بعراضات “الكشف” و”الضبط” و”المداهمة”…. “التهديد” و”الوعيد” و”محاضر الضبط” ولكن… ما إن يغيب “وهج اللايف” حتى تخمد “نيران” المحاسبة، ويترك اللبناني المسكين الذي تأمل خيراً فريسة لهم أكبر ويأس أعظم….
فالمخازن ملأى، على ذمة مطلعين على الملفات وضالعين فيها، وما تضارب
الروايات بين المعنيين إلا “سيف تشكيك” مسلط على رقاب مدعي “الحرص” على
لقمة اللبناني… تهويل إعلامي هنا وتهديد بالاضراب وانقطاع المواد من
السوق… يتهافت المواطن لشراء وتخزين المواد بالسعر الأعلى
المفروض عليه بحكم “الندرة”… “يفول” سيارته ويعبئ “خزانة” مطبخه وسلة أدويته، خشية إنقطاع وإملاق أطفاله، ليتفاجأ،
بسحر ساحر وبفعل “ألو” عجائبية، أن الأزمة قد حلت وأنه قد “أكل الضرب”….
فمتى يتحلى المسؤولون ولو لمرة بجرأة “البطش” بمسؤولية؟ متى
يشعر المواطن الذي انحدر سريعاً من متوسط طبقات المعيشة إلى
فقيرها بأنه إنسان في رعية يتولى “ولي الأمر” رعايته فيها؟…. فلا
الحد الأدنى يكفيه طعاماً ولا دواء ولا تنقلاً وهي من أبسط بسيط حقوق
الانسان في العالم الثالث وما دون…. إرحموا من في الأرض، لأن عدالة الأرض لا بد ستسبق عدالة السماء يوماً !!
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af/