نقلت مصادر عن مرجع سياسي رفيع المستوى لـ”أساس” أنّ قطر دخلت على خطّ
تمويل الانتخابات النيابية في لبنان، من خلال تمويل “الأضدّاد”، للبقاء على علاقة قوية بأطراف مختلفة في المشهد السياسي الجديد. وأنّ وفداً قطرياً أمنياً رفيع المستوى زار بيروت منذ أيام، والتقى
العديد من الشخصيات والقوى الفاعلة، من كلا الاصطفافين. وقد أبدى الوفد استعداده لتمويل بعض الماكينات الانتخابية، وأيضاً من كلا الطرفين، في محاولة لقطع الطريق على أيّ محاولة لتأجيل الانتخابات بحجّة عدم توفّر التمويل اللازم.
المفارقة أنّ بين الماكينات الانتخابية التي يبدو أنّ القطريين أبدوا اهتماماً بمساعدتها، هي
ماكينة التيار الوطني الحرّ وماكينات “خارجة” على قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي والانتخابي، قد تكون من بينها اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة في دائرة بيروت الثانية ولوائح أخرى لم تحددها مصادر المرجع السياسي.
يأتي هذا الحراك القطري في لبنان بعد عودة السفيرين السعودي والكويتي إلى لبنان، وبعد
المصالحة بين السعودية وقطر، وبعد حركة تهدئة تسود أجواء المنطقة.
المرجع السياسي يربط مصير الانتخابات في لبنان بالتطوّرات الحاصلة خلف الحدود، وتحديداً
على مستوى المفاوضات الأميركية – الإيرانية من جهة، والسعودية – الإيرانية من جهة أخرى.
ويعتقد أنّ القرار النهائي بشأنها لن يصدر إلا بعد انقشاع الرؤية الإقليمية، وإلّا فإنّها قد تكون
ورقة في هذا الصراع. ويبقى إجراؤها له سياق طبيعي، كذلك تأجيلها أو تطييرها.
بوحبيب يحذّر
فبعدما تأخّرت الماكينات الانتخابية أشهراً في الاستعداد لـ”اليوم الكبير” بسبب حالة الشكّ
في مصير الانتخابات، تدور علامات استفهام عن إمكانية حصول الاستحقاق في موعده. على
سبيل المثال فإنّ وزير الخارجية عبد الله بو حبيب يحذّر من عدم توفير كلفة شحن صناديق الاقتراع إلى الخارج (نصف مليون دولار) من أجل مشاركة غير المقيمين يومَيْ 6 و8 أيار. وها هي التسريبات عن إضراب الدبلوماسيين تثير الريبة من وجود “قطبة مخفيّة” يُراد منها نسف هذين الموعدين لأسباب لا تتحمّل السلطة مسؤوليّتها. فيما ينبّه وزير آخر من أن تكون أزمة الخبز والطحين لغماً مكتوماً لتفجير ثورة جياع عشيّة فتح صناديق الاقتراع.ad
لهذا تجد التسريبات عن احتمال تأجيل الانتخابات النيابية “مطرحاً” لها على طاولة النقاش الجدّي،
حتى في مجالس الأحزاب والقوى الأساسية، وكلٌّ منها لاعتبارات تتّصل به. أكثر المعنيّين بهذه الاتّهامات هو “التيار الوطني الحر” الذي يُنظر إليه بعين الريبة بسبب خشيته من تعرّضه لانتكاسات انتخابية، ولو أنّ التطوّرات، ولا سيّما بعد انشطار القوى الثورية والتغييرية، قد تساعده على تحسين وضعيّته.
صمت باسيل
يقول أحد المتابعين: خلال الدورة الماضية، قدّم جبران باسيل نفسه على شاكلة “الوزير الذي لا ينام”.
وبالفعل، قبل أشهر من موعد فتح صناديق الاقتراع، كان “ينغل” في أحياء قضاء البترون وقراه بحثاً عن “قشّة” صوت تفضيلي. أمّا اليوم فلا يزال يدير معركته “من فوق”، فيما متروكة من تحت للماكينة. وهذه إشارة لافتة. إذ يقول البعض إنّ باسيل لا يزال يراهن على تطوّرات إقليمية قد تساعده على تحسين وضعه، إذا ما حصل اتفاق إقليمي قد يخفّف الحصار المالي والسياسي عن لبنان بما قد يوسّع من هامش حركته وقدرته على تسويق فريقه وإظهار نفسه منتصراً في “المعركة الإقليمية”، فيرفع من منسوب حضوره الشعبي والسياسي، خصوصاً أنّه يعتقد أنّ هذه المعادلة ستكون على حساب خصومه.
في المقابل، قد يكون مردّ هذه التسريبات، وفق المعنيّين، إلى خطّة مبرمجة من جانب
قوى السلطة لإبطاء حركة خصومها وتبريد همّة جماهيرهم وإحباطهم، مقابل الاستعداد
“على السكت”، ثمّ فرض الاستحقاق كأمر واقع، بحيث تكون لقوى السلطة اليد الطولى
في تحقيق النتائج المرجوّة. وثمّة من يستعيد تجربة الانتخابات البلدية التي حصلت في العام 2016 بنفس الطريقة من “السلق”.
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي