تطل القيادات السياسية بين الفينة والاخرى لتتهم بعضها البعض بالسعي لتأجيل الانتخابات بذرائع مختلفة معتمدة أساليب التخوين والتحريض الطائفي كعدة الشغل الانتخابية مع كل استحقاق سيحدد أي برلمان يريده اللبنانيون، علما أن المشهدية الراهنة تؤكد أن الاغلبية الحالية ستعيد تكريس نفسها في 15 أيار المقبل، والكباش يبدو قويا في دوائر عدة لا سيما في بيروت الثانية بين حزب الله وقوى سنية على خصام معه، حيث تجهد هذه القوى على حشد الأصوات والتجييش قطعا للطريق على حزب الله الفوز بأكثر من ثلاثة مقاعد مهما تشتتت الاصوات السنية بين اللوائح المتضاربة الأهداف والحسابات السياسية البيروتية. هذا مع العلم أن الدعم السعودي، وفق المراقبين، سيقتصر على دعم لائحة “بيروت تواجه” رغم كل محاولات النائب فؤاد مخزومي التقرب من
الرياض . ولعل مشهد اليرزة مساء الإثنين خير دليل على الموقف السعودي من مخزومي.
10 لوائح تتنافس في دائرة بيروت الثانية التي تضم رأس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، المرفأ، والباشورة، وهي: “بيروت تواجه” التي يدعمها الرئيس
فؤاد السنيورة ويتراسها الدكتور خالد قباني. “وحدة بيروت” التي تضم حزب الله وحلفاءه. “بيروت التغيير” التي يرأسها
المهندس إبراهيم منيمنة. “بيروت بدها قلب”التي يترأسها النائب فؤاد
مخزومي. “لبيروت” (الأحباش). “هيدي بيروت” التي يرأسها محمد نبيل بدر وتضم الجماعة الإسلامية ومحمود الجمل. “بيروت مدينتي”. “قادرين”.. “لتبقى بيروت” المدعومة من رجل الأعمال
بهاء الحريري. “نعم لبيروت”. علما أن عدد مقاعدها النيابية يبلغ 11
مقعدا: 6 سنة، 2 شيعة، 1 أرثوذكس، 1 درزي، وإنجيلي واحد.
لا شك أن تضارب الرؤى بين مكونات قوى التغيير مع تعدد لوائحها سينعكس
سلبا عليها في 15 ايار المقبل. وبالتالي فإن الدراسات وفق مراكز الاحصاءات
تشير إلى أن التنافس سيكون محصورا بين سبع لوائح: وحدة
بيروت، بيروت تواجه، هيدي بيروت، لبيروت، لتبقى بيروت، بيروت
بدها قلب، وبيروت التغيير . وبالتالي فإن توزيع المقاعد سيكون
وفق الترجيحات موزعا على الشكل الاتي: 3 مقاعد لوحدة بيروت.
مقعدان لبيروت بدها قلب. مقعدان لبيروت. مقعد لبيروت تواجه، على أن
تتوزع المقاعد المتبقية بين لائحتي بدر ومنمنية، علما أن المعطيات قد تتبدل
إذا اقترن الحديث عن دعم سعودي للائحة
السنيورة بترجمة عملية.
ورغم ضبابية المشهد في بيروت الثانية حيال توزيع المقاعد طائفيا بين اللوائح،
إلا أن الترجيحات وفقا لمعطيات الاحزاب والاحصائيات تشير إلى أن ان لائحة “
بيروت بدها قلب” سوف تحصل على مقعد سني( مخزومي) وأورثودكسي
(زينة مجدلاني) ولائحة “لبيروت” سوف تفوز بمقعدين سنيين( الدكتور احمد دباغ والنائب
عدنان طرابلسي) على ان تتوزع المقاعد السنية الأخرى بين لائحتي بدر ومنيمنة.
أما لائحة بيروت تواجه فالترجيحات
تصب في خانة أن تخرق بالمقعد الانجيلي جورج حداد، خاصة وأن المعلومات التي
يتناقلها المقربون من حزب الله تقول إن الحزب يخوض معركة إضعاف رئيس
الحزب التقدمي الاشتراكي وسحب مقاعد درزية منه قدر المستطاع، وطالما أن مقعد النائب وائل ابو فاعور عصي عن الكسر
في دائرة راشيا – البقاع الغربي، فإن الحزب سوف يدعم مرشح الحزب
الديمقراطي اللبناني نسيب كميل الجوهري علما أن الثنائي في انتخابات 2018 ترك
هذا المقعد شاغرا كهدية ترضية لبيك المختارة.
إن الترقب سيد الموقف لقرار حزب الله في ما خص تجيير أصوات التفضيلية فحتى
الساعة لم يعلن اي موقف يصب في خانة دعم مرشح التيار الوطني الحر النائب
ادغار طرابلسي أو مرشح الديمقراطي أو مرشح
الحزب السوري القومي الاجتماعي- فرع الروشة رمزي معلوف، وبحسب ما أكد امينه العام السيد حسن نصر الله
لم يقدم أي التزام مسبقا للحلفاء في الدوائر المشتركة.
وعليه، فإن قرار الحزب من شأنه أن يحدد إلى حد كبير مسار الأمور ربطا بمدى حماسة
الناخب البيروتي التوجه إلى صناديق الاقتراع بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله
السياسي ومقاطعة تياره الانتخابات
(علما أن نسبة الاقتراع في انتخابات 2018 في دائرة بيروت الثانية بلغت 41.6%)، وما
يمكن أن يتبدل في الساعات الأخيرة التي قد تقلب المشهد الانتخابي، فالمفاجات مرتبطة بلعبة الحواصل.