أبعاد عودة السفراء… ما علاقة حزب الله؟!

“ليبانون ديبايت”

رحب مُعظم اللبنانيين بعودة السفراء الخليجيين إلى لبنان إلّا أنّ قِسماً كبيراً منهم ما زال حَذراً تِجاه هذه العودة لا سيّما أنّها تأتي على أبواب الإنتخابات النيابيّة، فكيف يُفسّر الصحافي فادي أبو ديّة هذه العودة ما هي أبعادها وماذا يقول عن مُستقبل لبنان القريب؟ وهَل ستجري الإنتخابات؟.

يُرحبّ أبو دية بعودة “سفراء الخليج إلى لبنان، فلبنان يُريد بالطبع علاقات طبيعية

أيّ علاقة “نديّة” تقوم على الإحترام وليس على “التمنين” أي بإحتضان هذه الدول لعدد من اللبنانيين”.

ولكنّه لا “يَستطيع فصل هذه العودة بشكلٍ أو بآخر عن الإستحقاق الإنتخابي

النيابي المُقبل، فـ “التشظّي والشرذمة” التي وقعت فيها الطائفة السنيّة بعد عزوف الرئيس سعد الحريري إستدعت حضور السفراء الذين يتهمون حزب الله بـ “الإرهاب” وعودتهم هذه تصبّ في هذه الخانة أيّ مواجهة حزب الله وهو ما جاء على لسان سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري ووزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وحتى بعض سفراء الخليج أيضاً”.

وهَل يُمكن للسفراء أنْ “يؤثرّوا في المشهد الإنتخابي؟، يقول “إذا أرادوا أهلا وسهلاً

لكن لا يُمكنهم فرض شروطهم، ومن غير اللائق دبلوماسياً ما يفعله هؤلاء السفراء

بِجمع المُرشحين أو زيارة المناطق إنتخابيّاً كما فعلت السفيرة الأميركيّة دوروثي شيّا

ليبدأ بعدها التحريض”

وإذْ يعتبرُ أنّ “المملكة ليست بحاجة إلى إفطارات لإرسال الرسائل إلى حزب الله، فالتصريح

واضح أنّه لا بد مِن مواجهته ولن يدعموا أيّة حكومة فيها حزب الله”.

أمّا لناحية المَشهد فهو مُتوّقع فقد جمع، كما يقول أبو ديّة، “الشخصيّات الحزبيّة التي لديها نفس

التوجّهات، بإستثناء السفير الروسي ووجوده مَحض دبلوماسي لا سيّما أن العلاقات بين الدولتَين جيّدة، كذلك وجود الوزير عباس الحاج حسن الذي كان يُمثّل الرئيس نبيه برّي”.

وعن عدم دعوة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون إلى الإفطار، فيُؤكّد أنّ “هذا دليل على

عدم إحترام السفير للمؤسسات الدستورية فَما هو مُبرِّر عدم دعوته؟”.

ويَجزم أنّ هذه “العودة وهذا الحراك هو حراك إنتخابي بحت يَتماهى مع ما تقوم به السفارة الأميركية التي تُتابع الإستطلاعات حيث تيّقنت أنّ النتائج ستكون لصالح مِحور المقاومة”

ومِن هذا المُنطلق يرى أنّ “السعودي عاد ليكون الحاضنة للطائفة السنيّة، ولكن هَل ستحصل

الإنتخابات؟ يُشير إلى أنّ “تعطيل الإنتخابات وارد إذا وجدوا الحجة وإلباسها لفريق المقاومة فلن يتوانوا لحظة عن ذلك”.

وهَل فعلاً من المُتوّقع أنْ “يأخذ محور المقاومة الأغلبية ؟ بجزمُ بذلك “فالنتائج ستُفاجئ الجميع وحتى قد يتجاوز عدد نوابه السبعين نائباً، وهو ما سيُؤكد أنّ الشعب يُريد حزب الله”.

وفي هذا الإطار، يؤكّد أبو ديّة أنّ “حزب الله سيعمل كل ما في وسعه لـ “لبننة الاستحقاق”، على

خِلاف ما كان سابقاً مُرتبطاً بالأحداث الإقليمية من الإتفاق النووي والمحادثات السعودية اليمنية وتداعيات الأزمة

الروسية الأوكرانية، وربما عودة النشاط للمجموعات الإرهابية من العراق إلى سوريا وربما لبنان”.

وهل تَستطيعُ السعودية التأثير بالناخب السني ورفع نسبة الإقتراع؟ يؤكّد “ذلك فهي تسطيع

بشكلٍ أو بآخر من خلال شخصيّات ولكن ضمن حدود إلّا أنها لن تستطيع أنْ تُكوّن زعامة سنيّة

كتلك التي جسّدها الرئيس سعد الحريري أيّ زعامات محليّة ومناطقيّة”.

وفي حال جَرت الاإنتخابات كيف سيكون المشهد في المجلس النيابي؟ يرى أنّ “المشهد لن

يتغيَّر كثيراً لكن سنشهد دخول المُجتمع المدني، لا أعلم كم سيكون حجمه لكنّ سيكون هنلك توجّهان في المجلس”.

وهل حقّاً سيكون الإرتطام الكبير بعد هذه الإنتخابات، يُحدِّد شروطاً لذلك منها “إذا إستمرّ

الوضع في التدهور ولم تتخذ الدولة القرار الجريء واللجوء إلى خيارات لا تخضع للهيمنة

الأميركية وليس بالضرورة التوجّه شرقاً بل حتى غرباً ضمن شروط تُحدّدها الدولة اللبنانية

وعن ربط حلّ الأزمة بالترسيم مع اإسرائيل؟ فيعتبرُ أنّ “لبنان لا يستطيع أن يقبل بترسيم

وفق العصا الأميركية ولبنان اليوم يُعاني لأنه أفشل المشروع الأميركي في سرقة ثرواتنا،

وهو أيضاً لا يستطيع أنْ يُوقع وفق شروط الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وهذا محسوم”.

Exit mobile version