بقلم بولا اسطيح – Alkalima Online
أقر رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وللمرة الاولى في اطلالته الاخيرة بفشل عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. لطالما كان باسيل كما باقي النواب والقياديين العونيين يتجنبون استخدام مصطلح الفشل وان كانوا مدركين تماما انه الوحيد الذي يوصف ما حصل، فيحاولون الالتفاف على الموضوع بالحديث عن اقتراحات ومشاريع قوانين اصلاحية تم تمريرها وعن تدقيق جنائي والاهم عما يقولون انه استعادة للدور المسيحي في المؤسسات كافة. لكن باسيل وقبل ٦ اشهر على انتهاء ولاية الرئيس عون وعلى بُعد شهر واحد من الانتخابات النيابية قالها وبالفم الملآن: “سمير جعجع نجح بإفشال عهد الرئيس عون وهو يتباهى بذلك”. صحيح ان البعض سيميز ما بين مصطلحي افشال وفشل، باعتبار ان الاول ناتج عن افعال آخرين
والثاني يتحمل مسؤوليته الشخص المعني حصرا وفي هذه الحالة الرئيس عون،
لكن وفي كلتي الحالتين فان عدم النجاح في تنفيذ رؤية واهداف معينة يُعد فشلا
فكيف الحال في بلد عاد في العامين الماضيين عشرات الاعوام الى الوراء
ودخل في عملية تحلل غير مسبوقة.
ظن العونيون لوهلة انهم وفي العام الاخير من العهد ومن خلال حكومة
يرأسها نجيب ميقاتي سيتمكنون من السير بعملية تجميل تسمح بتسليم البلد بملامح تشبه تلك التي كانت
حين استلموا الرئاسة قبل ٦ سنوات، فاذا بهم يصطدمون بواقع
مرير جعلهم مجبرين على المشاركة بصرف ما تبقى في خزينة
مصرف لبنان من اموال بمحاولة لتجنب انفجار اجتماعي قبل الانتخابات
النيابية وبأفضل الاحوال قبل انتهاء ولاية الرئيس عون.
نهاية شهر تشرين الاول المقبل يغادر الجنرال الثمانيني
قصر بعبدا عائدا الى الرابية. الامر بات محسوما وكل الاستعدادات انجزت لتأمين استقرار
عون في الرابية مجددا بعد سنوات أقل ما يقال عنها قاسية أمضاها في بعبدا.
لكن الجنرال الذي عرفته بعبدا والذي لا يشبه بشيء جنرال الرابية سيخلع بزته الرسمية
في القصر الجمهوري كما شخصية الرجل الساعي لتقريب وجهات النظر وتدوير الزوايا وحلحلة الامور
بالتي هي احسن ليعود ذلك العسكري الشرس المواجه الحاد…
المرجح ان يكون بعد اكثر حدية واكثر شراسة للانتقام ممن
أفشلوا عهدا لطالما بنى عليه آمالا كبرى معتقدا انه خلاله سينقل
لبنان من مرحلة الى اخرى اكثر ازدهارا فيكتب التاريخ اسم ميشال
عون بأحرف من ذهب، فاذا بلبنان يصنف في عهده دولة فاشلة تشهد احدى ٣ اسوأ ازمات في العالم.
يقول مصدر قيادي عوني:”يخطىء من يعتقد انه بانتهاء عهد
العماد عون سيتنفس الصعداء ويرفع رايات النصر. فما ينتظرهم بعد انتقاله الى الرابية مجددا سيفاجىء الجميع
. المعركة ستكون اقصى بعد بمواجهة الفاسدين والسارقين الذين
احبطوا مجتمعين مشروع الجنرال الرئاسي. ستكون له ولنا مساحة
اوسع للتحرك والانقضاض عليهم لاحالتهم الى المحاسبة وسيترحمون بوقتها على جنرال بعبدا”.
ولعل النقمة العونية التي تبلغ مستويات غير مسبوقة ستتفاقم بعد
أكثر مع تعثر انتخاب جبران باسيل رئيسا للجمهورية. بالمختصر،
ما بات مؤكدا ان العونيين لن يرفعوا رايات استسلامهم بعد خروج
عون خائبا في تشرين من بعبدا وان انتقامهم سيكون مريرا وطويلا.