ليبانون ديبايت
إنعكس تقنين استيراد أدوية البنج أزمةً لا تزال حاضرة بقوة في المستشفيات، وتصاعدت في الايام الماضية مع وصول مخزون المستشفيات إلى نهايته وعدم القدرة على توفير كميات جديدة قبل نحو أسبوعين. وتوازي أزمة البنج بأهميتها كل الأزمات الخطيرة التي يواجهها المواطن اليوم، إذ لا يُمكن إجراء أي عملية جراحية بسيطة أو معقّدة من دونها.
وعلى الرغم من أن مجلس الوزراء قد أقرً في جلسته الأخيرة 13 مليون دولاراً لاستيراد الأدوية من حقوق السحب الخاصة، لإستيراد أدوية السرطان والبنج وحليب الأطفال والأمراض المستعصية، فإن هذا الأمر يؤمن حلاً ترقيعياً ومؤقتاً لأزمة أدوية البنج وفق ما كشف نقيب الصيادلة جو سلوم لـ “ليبانون ديبايت”، خصوصاً وأن أدوية البنج الموضعي تشهد تقريباً انقطاعاً كلياً يصل إلى نسبة 90 في المائة فيما يسجل نقص في مخزون البنج العمومي لدى الأغلبية الساحقة من المستشفيات.
وكشف سلوم أن الحلّ مؤقت وهو بمثابة “البنج الموضعي” لأزمة البنج المقطوع، مع العلم أن تأمين الكميات الجديدة وانفراج الأزمة، يتطلب نحو أسبوعين، لأن الأدوية غير موجودة لدى الشركات لكي تؤمنها على الفور إلى المستشفيات. وبالتالي فإن هذه الأدوية ستؤمن خلال المرحلة الزمنية الفاصلة عن الإنتخابات النيابية، أي لمدة شهر، لتتجدد بعدها الأزمة مع نفاذ الأموال المخصصة للدعم.
وعن الحل المستدام لهذه المشكلة المستعصية، إعتبر سلوم أن “المطلوب هو سياسة دوائية شاملة ومستدامة، تقوم على تحقيق أمرين: الأول رفع الدعم والثاني بطاقة دوائية واستشفائية تؤمن استمرارية وديمومة العلاج للشعب اللبناني وللمواطن”
لكن هذه السياسة الدوائية غير ممكنة حالياً، وعليه يؤكد نقيب الصيادلة، على “العمل والتواصل مع كل المرجعيات من أجل الوصول إلى هذا الأمر”، ولكنه يستدرك مشدداً في “الوقت نفسه على أن تغيير الواقع الصحي يبدأ بقرار سياسي وينسحب على الصحة والإقتصاد”.