يولي الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أهمية كبيرة للملف الانتخابي في دائرة بعلبك الهرمل، نظرا لدقة الظروف التي تتداخل فيها جملة عوامل حزبية عشائرية وعائلية تُصعّب المهمة على الثنائي حزب الله حركة أمل.
في الاستحقاقات السابقة إنتقل نصرالله الى المنطقة وعقد اجتماعات مع أبناء العشائر لثنيهم على الترشح بوجه الحزب، فكانت قدرة الحزب وتحديدا امينه العام كبيرة في هذا السياق حيث إستطاع تجميد أي انقسام وإفراغ التحركات المعارضة من مضامينها التي كانت تصب في حكم الواقع ضد قرار الحزب والحركة.
في استحقاق الـ 2022 يواجه الحزب نقمة عشائرية كبيرة تُرجمت بلائحة ما يسمى العشائر والعائلات والمستقلّين، وهذه اللائحة قد تأكل من صحن الثنائي لانها تضم وجهاء من عشائر هي في الاساس خزان الحزب وحركة أمل لا بل الجناح الاقتصادي والعسكري للثنائي، في حين تسجل اليوم اعتراضها على آداء نواب المنطقة والذي يصر الثنائي على تبنيهم من جديد من دون الأخذ بمطالب العشائر والعائلات التي ضاقت ذرعا من هؤلاء النواب وفق ما يردد وجهاؤها في مجالسهم.
وجاءت الازمة الاقتصادية لتزيد نقمة العشائر على الثنائي، فمصدر رزق هؤلاء اصيب بانتكاسة كبيرة وزاد الاعتماد على المعابر غير الشرعية في الآونة الاخيرة مع سورية لكسب المزيد من المال، الا أن
دخول الفرقة الرابعة في الجيش السوري على الخط وتقاسم الجبنة مع الحزب
في العمليات الكبيرة على الحدود انعكس سلبا على مصدر رزق العشائر.
تعرّض القرار القيادي في الحزب داخل المنطقة الى انقسام كبير، فبرز أكثر من
مسؤول عن المعابر وفُرضت خوات داخل الاراضي السورية على التجار فانخفضت أرباحهم بعد أن توزعت على تجار المعابر غير الشرعية.
في المقابل، تُخفّف قيادة الثنائي من وقع ما يُحكى عن انقسام العشائر، وتسعى
الى حصر هذا الامر في الاعلام وتقول إن الواقع مغاير فالامور لا تزال مضبوطة
وأن هناك تواصلا دائما مع وجهاء العائلات والعشائر لمعالجة كل المشاكل
للوصول الى تسوية تُرضي الجميع.
كما تبرز أمام الحزب في هذه الدائرة اشكالية جديدة طُرحت مع ترشيح حزب
البعث أمينه القطري علي حجازي وتسويقه على أنه الخلف الشرعي للمقعد
الشيعي في الدائرة والذي كان من حصة اللواء جميل السيد. هنا سارعت قيادة الحزب الى التّدخل واستقبل السيد نصرالله حجازي على مدى ثلاث ساعات بعد أن قرر الانسحاب من المعركة، وتمكن الحزب من تطويق هذا الاشكال بين السيد وحجازي بتدخل مباشر من نصرالله لدى الرئيس السوري
بشار الاسد الذي حسم الامور داخل قيادته “حجازي كان مرشح علي المملوك
وجميل السيد مرشح بثينة شعبان”.
“لُجم” حزب البعث في الانتخابات ولكن قيادته القطرية أصرّت على تسجيل موقف
من خلال احتفال أقامته في المنطقة، حشدت عددا لا بأس به من المحازبين
الذين عبَّروا عن امتعاضهم لابعادهم من الانتخابات بقرار من حزب الله. ورغم
تحدّث البعض عن حشد محازبين للبعث من مناطق مختلفة من لبنان للمشاركة
في احتفال بعلبك الهرمل، الا أن ما حُكي بين المحازبين يثير قلق الثنائي، اذ أكد عدد
كبير منهم أنه لن يصوت للائحة الثنائي في بعلبك بل سيُعَبّر على طريقته في
هذا الاستحقاق اما بورقة بيضاء أو بشطب اسم أحد المرشحين من اللائحة
لتثبيت الموقف أو بالانكفاء عن التصويت.
للمزيد من الأخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي: