رسائل سعودية “هامّة” إلى لبنان… وماذا عن الحريري؟

لا يزالُ المُحلّلون والخبراء يُحللّون عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان

وما تَحمِلُها هذه العودة مِن دلالات، فهل هذه العودة مُترابطة فعليّاً بالإنتخابات؟ وكيف ستؤثّر السعودية بالناخبين وهَل فعلاً ستستعين بالرئيس سعد الحريري لرفع نسبة الإقتراع وبالتالي

عودة التوازن إلى اللعبة الداخلية؟

وفي هذا المجال، يرى الخبير في العلاقات الإيرانية خالد الحاج أنّ “السعودية

تُؤكّد مرة جديدة بأنّها تنتهج سياسة خارجية حديثة تخدُم مصلحتها السياسية

داخليا وإقليميًّا”، لافتا ً في هذا الإطار إلى أنّ “السفير البخاري في جميع لقاءاته وإفطاراته حملت جميعها رسائل ودلالات سياسية

الرسالة الأولى: وجَّهها إلى الطائفة السنيّة عندما إجتمع على مائدة

الإفطار مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ومجموعة من العلماء، أراد فيها التأكّيد على العلاقة التاريخيّة التي تربط السعودية بدار الفتوى وعلى وجه الخصوص بالسّنة، والجميع يعلم مدى إنعكاس هذا الموضوع على الشارع “السني” الذي يرتبط بالسعودية، وكذلك عندما بدأ البخاري بزيارته كانت الزيارة الأولى لدار الفتوى ومن ثمّ إلى مجموعة كبيرة من رجال الدين لمختلف زعماء الطوائف من دون إستثناء أحد،

وذلك بمثابة تأكيد على أن السعودية على مسافة واحدة من الجميع أي تربطها علاقة مميّزة بالطائفة “السنية” ولكن هي على مسافة واحدة مع الجميع.

ثانياً: اللقاء الذي جمعه مع السفيرتَيْن الفرنسية والأميركية وفيه تأكيد

على أنّ عودة “السفير السعودي إلى لبنان كان بقرار دولي من بعد محاولات فرنسية “حثيثة” لعودة السعودية للعب دور متوازن في اللعبة الداخلية، وخاصة في ظلّ الحديث بشكل أو بآخر عن الإتفاق النووي الإيراني وإنعكاسه على الداخل اللبناني، والحديث بين السفراء الثلاثة كان يتركز في الدرجة

الأساسية على دعم لبنان والحاجة لدعم لبنان وهذا ما يُؤكد أنّ هناك

تقديمات ستقوم فيها السعودية إقتصادية من مساعدات وغيرها بإتجاه لبنان.

ثالثاً: أتْبَع لقاءاته هذه بلقاء مع الإقتصاديين وهذا تأكيد على أنّ هناك

دور إقتصادي مالي لبناني ستلعبه السعودية والذي سيتضّح أكثر خلال الفترة الزمنيّة القصيرة، كذلك اللقاء الذي جمعه بوزراء الداخلية السابقين وقادة الأمن الداخلي الحاليين وهو بمثابة التأكيد على حرص السعودية على الأمن الداخلي في لبنان، وفي ذات الوقت نحن نعلم بأنّ السعودية لديها هاجس كبير جدًا

من موضوع المخدرات وإرسالها إلى السعودية وأعتقد هنا أن ذلك بمثابة رسالة دعم لهذه القوى.

وإعتبر أنّ “الإفطار الأهم أو اللقاء الأهمّ هو اللقاء الذي حصل مع قادة 14 آذار السابقين والذي تمكّن السفير السعودي من أن يُؤكد فيه على القدرة السعودية على إعادة التوازن في لبنان، حيث أنّ الإنقسامات والتباعد بين المجموعات التي كانت ضمن إطار 14 أذار أصبحت كبيرة وضخمة، فقدرة البخاري على جمعهم بإفطار واحد يُؤكد أن السعودية لديها القدرة على إعادة التوازن حتى اللحظة”.

مِن هنا يستنتج “المخاوف الفرنسية في حال غابت السعودية ومن أجل هذا الموضوع كانت تعمل في الفترة السابقة لإعادة السعودية إلى لبنان”، وينطلق من هنا للسؤال “هل هناك دعم إنتخابي لحلفاء السعودية؟ فالواضح أنّه قبل الدعم أو قبل أي شيء السعودية لا تُريد “التصعيد” وهذا ما يتضح من خلال زيارتها من خلال النمط المُتبع في التصاريح السياسية وأكتر من ذلك فإن اللقاء الذي جمعه مع قادة 14 أذار السابقين لم

يصدر أي شيء عن المجتمعين، أي لم يصدر شيء يُوحي بأن السعودية تريد

التصعيد، ويتضّح أنّ حزب الله أيضاً لا يريد التصعيد والدليل على ذلك فهو في بيروت الثانية حيث “الثقل السني” تمكّن إلى حدّ كبير من تحييد المُرشحين المستفزين للطائفة السنية”.

وتابع، “لكن اليوم أعتقد أن السعوديين يُدركون من خلال السفير وغيره أن

عدم مشاركة “السّنة” في الإنتخابات سيؤدي إلى تراجع نسبة المقترعين وما معناه، بوجود حزب الله وقوّته سيؤدي ذلك

إلى إنتصار “ساحق” لحزب الله الذي بإمكانه تحقيق إنتصار ساحق في لبنان.

ويتحدَّث عن أنّ “المعلومات تُشير إلى أنّ “السعودية قد تستعين بالرئيس

سعد الحريري للطلب من المُناصرين والطائفة السنية والأشخاص الذين هم ضمن لواء تيار المستقبل بدعوتهم

للإقتراع. والسؤال اليوم لِمن سيقترعون، فهذا الذي سيتضّح خلال الفترة القصيرة”.

ويَخلص الحاج: “بشكلٍ عام فإنّ المُتابعين للعملية الإنتخابية يتضّح

لهم “ضعف و”تخبّط” الأشخاص القريبين من السعودية، ومن دون

تدخل سعودي مُباشر من الصعب أن يُشكل أحداً مفاجأة حتى من الصعب

جدًا أن يربح واحد منهم من كل لائحة أيّ لهذه الدرجة وضع الحلفاء للسعودية

ضعيف في لبنان، وهذا الذي من المُمكن أن يؤكّد أنّ السعودية قد

تستعين بسعد الحريري لرفع نسبة التصويت”.

للمزيد من الأخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي:

اخبار عربية Archives – Beirut El Hora (beirut-elhora.com)

Exit mobile version