أكّد نقيب أصحاب الأفران علي إبراهيم أنّ “هناك أزمة على صعيد الخبز
والطحين”، مطالباً بـ”تداركها فوراً”، وقال: “نتمنى ألا تشكل
هذه الأزمة مقدمة لرفع الدعم عن الطحين، لأن هذا الأمر لن يحتمله المواطن”.
وفي حديث عبر إذاعة “صوت لبنان 100.5″، قال إبراهيم:
“الخبز يعتبرُ قوت الفقير، ولدى المطاحن بين 10 و15
يوماً كحدٍّ أقصى من الطحين المدعوم”.
وكانت قد عادت أزمة الخبز من بوابة اقفال مطاحن الجنوب
الكبرى – سبلين بالشمع الاحمر، وهي تغذي الجنوب وجزءاً من الضاحية والبقاع والشمال.
عدد كبير من الافران في النبطية والجنوب أقفلت ابوابها تباعاً، الخبز في الاسواق «بالقطارة» ورغيف الخبز قد يطير نهار الاربعاء اذا لم تعالج ازمة مطاحن الجنوب. ما يعني ان إنقطاع الرغيف او تقنينه سيكون الرصاصة التي تشعل الشارع، وتهدد الامن الاجتماعي، فالناس «مخنوقة» وسحب رغيفها منها سيؤدي الى فلتان امني خطير، وهو ما يخشاه عضو نقابة افران الجنوب علي قميحة وقد دق ناقوس الخطر، ورفع الصوت عالياً قبل فوات الاوان.
عدد كبير من الافران توقف عن انتاج الخبز، فيما المخزون
داخل فرن قميحة لا يكفي سوى ليوم ونصف وبعده لا خبز
في الاسواق، ومعه عودة الى الطوابير التي تعيد المواطن
الى زمن «حرب الرغيف» في تسعينيات القرن الماضي
خطورة الازمة اليوم انها تتزامن مع عطل الاعياد، ما يعني
انه في حال لم تعالج القضية صباح الثلاثاء او الاربعاء فان
لبنان سيدخل كله في ازمة رغيف قد تهدد الامن، فهل تعالج الحكومة الملف قبل تفاقمه أم تترك الامور «فلتانة»؟
باتت لعبة الطحين مكشوفة، والكل يدرك انه يراد من خلالها
رفع الدعم، وما افتعال الازمة كل مرة بصيغة مختلفة الا
خطوة تمهيدية لتحرير سعر ربطة الخبز لتصبح بـ30 ألف ليرة.
منذ السبت توقف امداد افران الجنوب والنبطية بالطحين، مع
إقفال مطاحن الجنوب الكبرى ـ سبلين بالشمع الأحمر بقرار
قضائي بعدما تبين وجود قمح فاسد فيها، وفق المذكرة
القضائية. ومن يومها والخوف يطرق ابواب الافران كلها،
ماذا لو لم تحل الازمة وانقطع الخبز؟ أي مصير سيواجهه المواطن في شهر رمضان؟
يأمل قميحة ان تعالج الازمة سريعاً، لان عودة الطوابير تهدد
الامن، فهو لم ينس بعد الاعتداء بالرصاص الذي طاله قبل اسبوع بسبب فقدان الرغيف، ما دفعه لإقفال فرنه، وسيفعل مجدداً في ما لو تكررت الازمة قبل حلها، لافتاً الى ان الحرتقات على المطاحن الكبرى واغلاق بعضها ما هو الا مقدمة لرفع الدعم، من دون ان تأبه أن الفقير لن يتحمل ربطة خبزه بـ30 ألف ليرة فهي ستوجعه كثيراً».
بالطبع لن يحضر رغيف الخبز وفقدانه على منابر الانتخابات، ولن يدخل في طبخة الخطابات الانتخابية للمرشحين، فالازمة لا تعنّ على بالهم، ما يهمهم وفق الناس 15 أيار وصندوقة الاقتراع واسقاط اللائحة «زي ما هي»، أما رغيف الخبز وخطر فقدانه فيقع في آخر السلم الانتخابي
وحده الفقير في لبنان «طالعة براسو»، وكل المؤشرات تدل على اننا مقبلون على ازمة رغيف تمهد لرفع الدعم وتحديد سعر الربطة بـ30 ألف ليرة، وما كل الازمات المفتعلة الا مقدمة لذلك.
3 سيناريوهات
ولا تتردد مصادر متابعة في رسم 3 سيناريوهات للأزمة، أولها يبدأ من المطاحن وقد دخلت في حال كباش بينها وبين الدولة، وما اقفال بعضها الا رسالة سياسية لرفع الدعم نهائياً عن الطحين. الثاني يقضي بعودة الطوابير على ابواب الافران ما يعني تفلتاً أمنياً واطلاق نار وهو أمر خطير يهدد الاستقرار وقد يكون بداية شرارة الغضب الشعبي. والثالث يقضي برفع الدعم وتحديد سعر ربطة الخبز بـ30 ألف ليرة، ومعها سيصبح راتب المواطن فقط للخبز وهو امر لا يحتمله الفقير في البلد الذي يحتاج يومياً الى ربطتي خبز، أي 60 ألف ليرة بمعدل مليوني ليرة في الشهر.