لم يعد المواطن اللبناني يملك سوى رفاهيةِ الحلم. لا شيء على أرض الواقع يسمح للبناني بأن ينتظرَ مستقبلاً أقلَ بؤساً ممَّا هو فيه. المتاح الوحيد هو الحلم. الحلم بمسؤولين لا يتقاسمون ما بقي من جثة الوطن، فيما مواطنوهم يسعون في طوابير وراء الخبز وغيره، ويتسابقون مع سعر الدولار لتوفير ما يتيسَّر لهم من مؤونة النهار.
رمضان هذه السنة يختلف كثيراً عما كان عليه في السنوات الماضية، اذ أصبحت الافطارات في الخارج حكراً على ميسوري الحال فأقل فاتورة تتخطى المليوني ليرة، أي أكثر من معاش الموظف في القطاع العام… ومن كان يدخر المال ليخرج مع عائلته أقله مرة واحدة خلال الشهر الفضيل، أصبح اليوم يفضل أن يشتري اللحم والدجاج ويتناولهما في المنزل، أما الفقير الصائم فسيبقى صائماً.
ويقول صاحب أحد المطاعم المعروفة التي تقدّم وجبات الافطار مع سهرة طربية: “الاقبال على تناول الافطار والسحور لم يعد كالسابق وبات محصوراً بطبقة الجيوب الخضراء. أما بالنسبة الى الأسر الفقيرة والمتواضعة مادياً، فمع بداية الأزمة بدأت بالطهي من حواضر البيت، فكيف ستستطيع الذهاب الى المطعم لتناول وجبة الافطار، وقد استغنت عن الكثير من الوجبات وحتى عن حاجات أساسية كالانترنت او حتى اشتراك الكهرباء؟”.
ويضيف: “لحقت خسائر بالعديد من المطاعم، ولكن هذه حال كل القطاعات، على أمل أن تنتهي الأزمة ويعود كل شيء على ما يرام فنحن اشتقنا الى الطبقة
الوسطى التي كانت تزيّن مطعمنا”.
تقول م.ي وهي ربة منزل: ”الحمد لله
لا زلنا نستطيع أن ننوع سفرتنا ولكننا استغنينا
عن الذهاب الى المطعم اما للافطار أو السحور، وبتنا نحبذ شراء
حاجاتنا الأساسية لكي لا تخلو مائدتنا
من الفتوش على سبيل المثال الذي بات يكلف تلك الحسبة”.
كان الافطار في المنزل لا يتعدى الأيام العشرة في الشهر
والباقي مقسم بين تلبية الدعوات أو الذهاب الى
المطعم. وكان اللبناني في شهر رمضان ينوّع
سفرته فيأكل “على كل ضرس لون”، هذا
بالنسبة الى الطعام اما الحلويات فحدث
ولا حرج. اما اليوم فأصبح هذا التنوع غير
متوافر، ولا سيما القليل منه في منزل
الفقير الذي قدّر له أن ينام جائعاً
في الشهر الفضيل من دون أن يذكره أحد.
للمزيد من الاخبار الرجاء الضغط على الرابط التالي