اسئلة كثيرة تطرح على هامش الكارثة الكبرى
التي حصلت في طرابلس امس. اسئلة مرتبطة بالواقع
السياسي وبإمكان استغلال الفوضى الاجتماعية الحاصلة لتأجيل الانتخابات النيابية، واسئلة عن امكان توسع هذه الاشكالات المتنقلة والتي ظهرت في اكثر من
منطقة لبنانية وتحديدا في طرابلس وبيروت؟
الحديث مع بعض المعنيين يوحي بأن لا اجابات محسومة
عن واقع الانتخابات، او اقله لا يوجد مرجعية تستطيع حسم امكانية حصول الاستحقاق او تأجيله، وكل ما يحكى هو مجرد تحليلات مبنية على معطيات واجواء دولية واقليمية وعلى تصريحات القوى السياسية المحلية.
في التحليل لا يبدو ان هناك من لديه مصلحة في “تطيير”
الاستحقاق النيابي، وكل القوى الاساسية في الداخل والخارج
تريد الانتخابات، حتى تيار المستقبل المبتعد الى حد كبير عن
الحياة السياسية والعملية الانتخابية يريد حصول الانتخابات “لتعرية” خصومه على الساحة السنيّة واظهار نفسه كأمر واقع وضرورة في لبنان
تقول مصادر مطلعة إن حزب الله يريد الانتخابات بشكل كبير،
اذ انه ، وبعيدا عن الالتزام الدستوري بالاستحقاق، يفضل أن
يخوض المفاوضات حول التسوية المقبلة في لبنان ، من
موقع قوة، وتكون لديه الاكثرية النيابية بعد كل الكباش الذي حصل في لبنان خلال السنوات الماضية.
وبحسب المصادر فان الحزب سيكون اكثر قدرة على تحقيق
شروطه في حال استطاع الحفاظ على الاكثرية، أو اقله ستخف
مخاوفه الداخلية وسيكون لديه امكانية اكبر للمناورة في ملفات
حساسة كترسيم الحدود البحرية او فتح باب النقاش حول تعديل دستوري خصوصا في ظل الحديث عن رغبة فرنسية بعقد طاولة حوار في باريس.
في الاقليم، باتت الرياض اقرب الى التسوية في لبنان، او الاصح
الاقرب الى عدم الذهاب في مواجهة مفتوحة على الساحة اللبنانية، ما يعني انها ستنتظر نتيجة الانتخابات النيابية لتبني على الشيء مقتضاه سنيّا ولبنانيا، وهذا يعني ان “تطيير” الاستحقاق ليس رغبة سعودية، لا بل ان الرياض
على تنسيق واسع مع باريس حول الشأن اللبناني.
تمدد الفوضى احتمال وارد لكنه بسيط خصوصا ان احتواء التوتر في طرابلس كان سريعا والتحركات في باقي المناطق كانت خجولة جدا، وهذا دليل على أن القوى الاساسية لا ترغب بالاستثمار بالفلتان الامني ولا تريد الاستفادة من اي حدث لتطيير الانتخابات بالرغم من وجود احاديث كثيرة عن حملة تصعيد سياسي كبرى في الايام المقبلة.