‘حادثة قارب الموت’: تقريرٌ مفصل من قائد الجيش… وهذا ما أكده!

في معلومات “الجمهورية” عن المداولات في جلسة مجلس الوزراء التي خصّصت للبحث في كارثة غرق الزورق قبالة طرابلس والاوضاع الامنية عموماً، فإنه وبعد كلمة رئيس الجمهورية المقتضبة دعا رئيس الحكومة الى مقاربة ملف طرابلس «بعيداً من الضغط الاعلامي والاستثمار السياسي والشعبوي والانتخابي الرخيص».

ثم بدأ قائد الجيش عرض تقرير مفصّل عن الحادثة، واكد «ان الموقوف رائد دندشي سبق ان أوقفه الجيش اللبناني في الـ20 من تشرين الثاني 2021 ومعه شريك آخر بتهمة تهريب قارب على متنه 91 شخصاً انطلق من القلمون. طارَدته القوات البحرية وتم توقيفه، لكنّ المفاجأة ان القضاء اللبناني أطلقه بعد سبعة ايام. دندشي لم يرتدِع عن اعماله غير الشرعية، وقام بعد بضعة اشهر بالترتيب لتهريبة مماثلة لقاء آلاف الدولارات وحضّر للاشتراك مع سوري مع آل الحموي مركباً يعود الى العام 1974 ويتّسع لعشرة اشخاص وهو المركب الذي غرق، واتفق مع 80 شخصاً يقلّهم على متنه بحسب افادات الناجين لقاء مبلغ 2500 دولار عن كل شخص، ولا معلومات دقيقة حول العدد النهائي للركاب لأن لا «مانيفست» لهذا المركب، إنما استناداً الى التحقيقات تبيّن انه كان على متنه 80 او 83 شخصاً هم من اللبنانيين ومجموعة منهم من السوريين ولا فلسطينيين بينهم».

واضاف عون في تقريره: «كما وضع على متن المركب القديم ثلاثة اطنان من المازوت لأنّ وجهة سيره كانت مقررة الى ايطاليا عبر طريق معينة يسلكها المهرّبون. وابلغوا الى الركاب ان العدد لن يتجاوز الاربعين شخصاً لكن عندما وصلوا تبيّن ان عددهم تجاوز الثمانين، منهم من فكّر بالعودة فأكد لهم ان اموالهم لن تُعاد اليهم فاضطروا الى الركوب والابحار معه.

إنطلقوا عند السابعة والربع مساء السبت وعند التاسعة والنصف اعترضت القوات البحرية المركب، وطلبت منهم العودة الى الشاطئ ونبّهتهم الى ان الحمولة زائدة وانهم اذا استمروا في الابحار في عمق البحر لن يستطيعوا الوصول. لم يتجاوب قائد المركب (وهنا عرض قائد الجيش داخل قاعة الجلسة وعلى شاشة كبيرة صوَراً وفيديوهات تُظهِر بالوقائع وبالتوقيت كيف حصلت هذه الحادثة). وقال: «حاول قائد الخافرة العسكرية مجددا إقناع قائد المركب المهرّب فيه بالعودة خصوصاً ان هناك اطفالاً، فلم يستجب وحاول الهروب من امام زورق الجيش الى ان حصل الارتطام وغَمرت المياه الزورق. وحادثة الغرق حصلت سريعاً لأن المركب ونتيجة الحمولة الزائدة كان نصفه تحت الماء. وهنا قامت القوة البحرية برَمي سترات النجاة التي بحوزتها وهي 35 سترة بين

الزورق الصغير والخافرة واستطاعوا إنقاذ 34 شخصاً».

واشار العماد عون وقائد القوات البحرية اللذان تناوَبا على

الشروحات الى «انّ الغرق حصل سريعاً على عمق 400 متر

تحت المياه، وغير صحيح ان طرّاد الجيش طاردَه لأنّ الخافرة

التي تعود للقوات البحرية في الجيش اللبناني مصنوعة من

الـ fiber glass وتم عرض صور للخافرة وكيف جرى معها الاصطدام».

وتابع قائد الجيش: «كل الكلام عن انّ الجيش صدم المركب

هو كلام غير صحيح وفيه محاولات لتغطية التهريب ونقل

الاحداث الى اماكن اخرى». وشدد على «انّ المؤسسة العسكرية

يجب ان تبقى معنوياتها عالية ولا يجب التعرّض لمعنويات

العناصر لأنهم في هذه الظروف يؤدون واجباً دقيقاً، وهي

ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها المؤسسة العسكرية لهذه المحاولات».

وعلّق رئيس الحكومة على كلام قائد الجيش بقوله انه «لا بد من اعتماد تحقيق شفّاف توضَع فيه النقاط على الحروف لتُزال كل هذه الضبابية». فردّ العماد عون: «نحن بدأنا التحقيق وهناك موقوف سوري سوف يسلّم الى المدعي العام العسكري القاضي فادي عقيقي». وختم: «أنا وجميع عناصر

الدورية والضباط وقائد القوات البحرية ومِنّي وجِرّ، كلنا نضع انفسنا في تصرف قاضي التحقيق للوصول الى كشف ملابسات الحادث اليوم قبل الغد، نحن في تصرف القضاء».

بعد ذلك تم البحث في عملية الانقاذ والصعوبات التي تواجه هذا الامر لأنّ الجيش لا امكانات لديه، فطرح رئيس الحكومة امكانية التعاون مع قوات «اليونيفيل» فأجابه قائد الجيش: «اليونيفيل ارسلت طواقم مساعدة وهناك طائرة بريطانية ايضا تساعدنا، لكن الامر يحتاج الى تجهيزات

حديثة ومتطورة وهذه ليست موجودة إلّا لدى الدول الكبرى». فتقرر هنا الطلب من وزيري الخارجية والدفاع التواصل مع الدول الكبرى المجاورة لإرسال مساعدة عاجلة من بواخر وغواصات متخصّصة تستطيع النزول الى عمق 400

متر لانتشال الزورق، ولم يتم التأكيد ما اذا كانت

هناك جثث في داخله نتيجة عمق غَرقِه.

بعدها، بدأ الوزراء بطرح الاسئلة وكانت معظم الاجوبة ان لا معلومات

حاسمة ودقيقة عن عدد الركاب، وانّ ما هو مؤكد فقط

هو ان الانقاذ شمل 45 شخصا وانتشال 7 جثث والبحث

لا يزال جارياً عن المفقودين. واكد قائد الجيش انّ

القوات البحرية كلها موضوعة في تصرف

البحث عن الضحايا وانها تحتاج

الى تعزيز، آملاً في أن يتم ذلك من خلال هبة

اميركية تبلّغَ أنه سيستلمها قريباً وفيها ثلاثة زوارق متخصصة.

ولفت وزير العدل الى انه لا يمكن المضي

في التحقيق قبل انتشال الزورق وإلا سيكون

غير كامل، لأنّ معرفة كيف تمّت عملية الاصطدام ومُعاينة

المركب هي الاساس. ثم حصل اخذ ورد حول ما اذا كان من

المفروض أن يتمّ انتظار انتشال المركب لاستكمال التحقيق،

فكان الجواب أنه يجب ان يستمر التحقيق

خصوصاً ان مديرية المخابرات كانت على علم بأنّ عملية

التهريب تم التحضير لها من قبل، وعندما دهمت المكان كان الزورق قد أقلع.

Exit mobile version