رجح “تقرير” فرنسي تحطم طائرة “مصر للطيران”، التي كانت متجهة من باريس إلى القاهرة في أيار 2016، بسبب حريق اشتعل في قمرة القيادة نتيجة تدخين الطيار لسجائر.
وكانت الطائرة، وهي من طراز إيرباص A320،
قد تحطمت في البحر المتوسط بين جزيرة كريت وساحل شمال مصر،
مما أسفر عن مقتل 66 راكبا وطاقم الطائرة.
واطلعت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية على وثيقة التحقيق،
المكون من 134 صفحة، التي جمعها خبراء فرنسيون،
وأرسلت الشهر الماضي إلى محكمة الاستئناف في باريس.
وبينما رجحت السلطات المصرية سقوط الطائرة نتيجة “عمل إرهابي”،
قال التقرير إن حريقا اندلع في قمرة القيادة بسبب تسرب الأكسجين من قناع مساعد الطيار عندما كان يدخن.
ومع احتراق الأكسجين بسبب تدخين السجائر، حدثت “شرارة أو لهب”.
وتذكر الوثيقة أن الطيار ومساعده تحدثا أثناء الرحلة عن “شعورهما بالتعب
من هذه الرحلة الليلية ومن قلة النوم”، لكن التقرير قال إنهم كانوا يحصلون على فترات الراحة المناسبة.
ويقول الخبراء في التقرير إن الطيارين المصريين يدخنون بانتظام
في قمرة القيادة، ولم تحظر الشركة المصرية تدخين الطيارين أثناء العمل.
وقبل شهرين فقط من الحادث، تم استبدال منافض السجائر الموجودة في
قمرة القيادة بالطائرة ذاتها التي تحطمت.
وتم تغيير قناع الأكسجين قبل ثلاثة أيام من الرحلة، وضبطه على وضع
“الطوارئ” المصمم للدخان في قمرة القيادة، بدلا من وضعه في حالة “عادي”،
وهو ما يعني، وفق صحيفة إندبندنت البريطانية أن الأكسجين كان تحت ضغط مستمر.
ونقلت الإندبندنت عن دانييل فيرونيللي،
الطيار الذي قاد طائرات A320 وعضو الرابطة الوطنية الإيطالية لطياري
الطيران التجاري “Anpac” القول إن فحص الأكسجين في قمرة القيادة من بين الفحوص الأساسية
التي يتم إجراؤها قبل القيام برحلات.
الجدير بالذكر أنه بعد الحادثة، رجح مسؤولون مصريون فرضية “العمل الإرهابي”
وقالوا إنهم عثروا على آثار لمتفجرات على رفات بشرية تم انتشالها.
لكن وكالة التحقيق في حوادث الطيران الفرنسية “بي إي إيه” قالت
في عام 2018 إن “الفرضية الأكثر ترجيحا هي أن حريقا اندلع في
قمرة القيادة، وانتشر بسرعة مما أدى إلى فقدان السيطرة على الطائرة”.