لن تكون الفترة الزمنية الفاصلة عن موعد
الصمت الإنتخابي في السادس من أيار
المقبل، هادئة على خلفية تصاعد منسوب
التوتر والضغط على المرشّحين في أكثر من
منطقة، بحيث أن لكل منطقة معادلتها
الإنتخابية الخاصة وسيناريو المواجهة
الخاص، والذي أثمر على ما يبدو في
تحويل مسار المواجهات والترشيحات
عن الهدف الفعلي المتمثّل بالتغيير على
أكثر من مستوى. ومن حركة الإنسحابات
المتتالية ذات الطابع الطائفي والمذهبي، إلى
حوادث التهديد والترهيب الذي يتعرّض له بعض
المرشّحين، انتقل المشهد إلى المسيّرات “المجهولة”
التي كشف عنها النائب السابق الدكتور فارس
سعيد، مشيراً إلى “استغراب ورفض بالمطلق
لأية رسائل توجّه إليه عبر تحليق مسيّرة
فوق منزله في قرطبا، وإن كان يؤكد أن هذه “الرسالة قد
وصلت والردّ عليها هو عدم الخوف”،
ولكن في الوقت نفسه لم يوجّه
الإتهام لأي طرف بالوقوف وراء هذه الرسالة”.
وقال الدكتور سعيد لـ “ليبانون ديبايت”، إن حادثة
تحليق مسيّرة “درون” في قرطبا، وفوق منزله
بالتحديد عند الساعة السابعة والنصف صباحاً
عندما كان في حديقة المنزل مع بعض الأهالي،
هي رسالة واضحة من قوى الأمر الواقع،
بأننا حاضرون ونراقب كل
التحرّكات وفي أي وقت، مع العلم، “أننا لم
نكن نقيم احتفالاً أو عرساً أو كرنفالاً إنتخابياً،
لكي تتمّ عملية الرصد والمراقبة والتصوير”.
وأوضح أن “المسيّرة حلّقت لبضعة دقائق، ولكن
لم يكن بالإمكان أن “نطالها ولو أننا كنا نريد ذلك
لأنها كانت تحلّق على مسافة
مرتفعة، علماً أننا لا نخوض الإنتخابات
في قندهار بل في قرطبا، وفي بلد
ديموقراطي، وذلك وفقاً للقوانين
والمعايير الديموقراطية” . ووضع، هذه الحادثة
“في سياق الحركة المشبوهة نظراً للتوقيت
في زمن الإنتخابات والحراك السياسي
والميداني الناشط الذي يقوم به كل
المرشحين، على أن تكون هذه الصورة
برسم الأجهزة الأمنية المسؤولة عن
أمن المنطقة وعن التحقيق في الحادثة”.
وإذ رفض الدكتور سعيد اتخاذ أي إجراء، أكد أنه
وضع القضية في إطار الإعلام، لافتاً إلى
“أن الرسالة وصلت وتأثيرها معدوم لأن
الهدف منها هو إخافتي، وإذا كان ما
يحصل في مناطق أخرى من ضغوط
يشمل بيئات معيّنة، ولكن أن يحصل
ذلك في منطقة جبل لبنان، فهذا يعني
أنه ممنوع على أي مرشّح شيعي مستقلّ
أن يتحرّك إنتخابياً في البقاع، أو في
الصرفند، ولكن يُسمح لمرشّح “حزب الله” أن
يتحرّك بحرية في كل المناطق، ومن دون أي
اعتراض من أي طرف يعلن أنه يحارب هذه الأساليب.
وردّ الدكتور سعيد كل ما يُسجّل من تجاوزات
على هامش السباق الإنتخابي، إلى قانون
الإنتخاب النسبي، متّهماً من وضعه بأنه
“غبي”، لأن النسبية اخترقت كل الطوائف
باستثناء الطائفة الشيعية بسبب سيطرة
“حزب الله”، وهو ما يدلّ على أن الإصلاح
في ظلّ وجود السلاح، لن يتحقّق في لبنان.
مواضيع ذات صلة
https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/