ما الذي ينتظر اللبنانيين يوم الانتخابات؟

ما الذي ينتظر اللبنانيين يوم الانتخابات؟

مشهدان متناقضان يخيّمان على الساحة

اللبنانية، حماوة المعركة الانتخابية وزخم

الشعارات التغييرية التي تطبع حملات

المرشحين وحماسهم للسلطة، مقابل آلاف

القصص حول آلام اللبنانيين واوجاعهم

وآخر فصولها “قارب الموت” قبالة شواطئ طرابلس.

وفي خضم التخبط الحاصل على وقع

الانهيار المالي الكبير والذي ينعكس شللا في القطاعات والمؤسسات العامة من جهة، والمناكفات السياسية من تبادل الاتهامات وتقاذف المسؤوليات التي تشتد وتيرتها مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في 15 ايار، من جهة اخرى، تزداد الامور تعقيدا وتطرح علامات استفهام كبيرة حول سير العملية الانتخابية برمتها بدءاً من التحضيرات اللوجستية والتجهيزات الادارية وتأمين الكهرباء والاتصالات والبقاء في جهوزية تامة تحسباً لاي خلل طارئ، وصولاً الى المناخ المشحون انتخابيا وارتفاع منسوب غليانه، كل ذلك ينذر بسيناريوهات مقلقة تطال حتى اليوم الانتخابي الطويل والشاق للمرشحين والناخبين على حد سواء.

وتتقاطع المعلومات بحسب اوساط مراقبة، حول امكانية تأجيل الانتخابات لاسباب باتت خارجة عن السياق الطبيعي الذي يمكن التحكم به او ضبطه مسبقا، بالرغم من الاستنفار الامني والترتيبات المعتادة التي ترافق تنظيم عملية الاقتراع، اذ لا يمكن التحكّم بمزاج واهواء الشارع الغاضب وما يمكن ان ينتج عن اي احتكاك بين الناخبين فيما بينهم ضمن الدائرة الواحدة، والاسئلة اليوم بعيدا عن مزايدات السياسيين: هل سيكمل اليوم الانتخابي ساعاته وصولاً الى اقفال الصناديق عند السابعة مساءً، ومن يضمن وصول الناخبين الى مراكز الاقتراع بعد تداول معطيات تفيد بتوترات على درجة عالية من الحساسية المذهبية والطائفية؟

وبالرغم من ان الاختلاف السياسي وتنوع الاتجاهات

واحتدام المعارك الانتخابية واستشراس المرشحين

من خلال الحملات التي تشدّ عصب الناخبين،

هو ما درج خلال الدورات والمواسم الانتخابية

السابقة، الا ان المتغير اليوم يتعلق بجوهر

الممارسة السياسية في لبنان، وضعف

احتكام السلطة للرأي العام، فالشعب

غارق في ازمات بعيدة عن متناول السياسيين

والمرشحين وهو لا يعوّل على برامجهم

وشعاراتهم ووعودهم الانتخابية، والبارز

هو عدم مشاركة شرائح مجتمعية واسعة

بالانشطة السياسية على الارض، وغياب

معظمهم عن المشهد بفعل الهجرة وفراغ

الساحة الا من الاحزاب السياسية وبعض

اصوات قوى التغيير التي تُصنّف بالخجولة والضعيفة.

مواضيع ذات صلة

https://beirut-elhora.com/category/%d8%a7%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d9%85%d8%ad%d9%84%d9%8a%d8%a9/

Exit mobile version